محمد عبيدو
ذكرى ولادته (13 مارس 1941) بقرية البروة في الجليل بفلسطين ، محمود درويش أحد أدباء المقاومة والتحمت قصائده بالقضية الفلسطينية حتى سماه البعض بشاعر الجرح الفلسطيني, له ما يزيد على 30 ديوانا من الشعر والنثر بالإضافة إلى ثمانية كتب، قام بكتابة وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي تم إعلانها في الجزائر. رحل درويش في 9 اغسطس عام 2008 ووري جثمانه الثرى في مدينة رام الله على تلة مطلة على مدينة القدس . رحل درويش ، وترك خلفه أسئلة عديدة حول شعره وعلاقاته الشخصية، وانتماءاته السياسية، وأشياء أخرى تجمع ما بين الشخصي والعام، حاولت أفلام سينمائية أنجزت عنه ان تلامس بعضها :
1-“هوية الروح” : فيلم يتناول قصيدتين للشاعر الفلسطيني محمود درويش والشاعر العالمي النروجي هنريك ابسن، يتلوهما درويش بصوته. و “هوية الروح”، عرض سينمائي حي لقصيدتي “تيريه فيغن” للشاعر ابسن و “جندي يحلم بالزنابق البيضاء”، ويقدم صورا من ارض الواقع مستوحاة من القصيدتين وتتقاطع مع مشاهد للشاعر الراحل محمود درويش وهو يتلوهما. الفيلم يبدأ بصورة محمود درويش وهو يلقي قصيدته “جندي يحلم بالزنابق البيضاء”، عن جندي يودع امه قبل توجهه الى جبهة القتال وامه تبكيه وتحبس دمعها بصمت. مدة الفيلم ساعة واحدة، ويلقي فيه محمود درويش قصيدة الشاعر العالمي هنريك ابسن “تيريه فيغن” التي تروي قصة مواطن نرويجي أرهقته الحرب وافقدته اسرته، وكان يعيش حربا نفسية “إما الثأر او العيش بسلام”.وترافق الفيلم مقطوعات موسيقية عالمية وصوت درويش الذي تم تخصيص 20 دقيقة لقصيدته، في حين تم تخصيص 40 دقيقة من الفيلم لقصيدة ابسن. أخرج الفيلم النروجي توماس هوك .
2-“كتاب على الحدود” : فيلم للمخرجين سمير عبدالله وجوزيه رينيه الذي صوّر رحلة مجموعة من الكتّاب العالميين الى فلسطين من أجل زيارة الشاعر /محمود درويش/أحد مؤسسي منظمة (البرلمان العالمي للكتاب) بعد أن منعته الإدارة الإسرائيلية من الخروج للمشاركة في أحد ملتقيات المنظمة في الولايات المتحدة سنة 2002،وقال الكاتب/كريستيان سالمون/ إن”فكرة الفيلم تولدت بعد منع درويش من الخروج فأردنا ان نقوم بزيارة تضامنية للشاعر”وأضاف:”كما أردنا من خلاله أن نعبر عن دعمنا لكل المبدعين والكتّاب في فلسطين ،والوقوف على معاناة الشعب الفلسطيني اليومية في ظل الاحتلال”.وينتمي جميع الكتّاب:الفرنسي/كريستيان سالمون/ والامريكي /راسل باكز/والنيجري حامل «نوبل ويل سوينكا» والبرتغالي /جوزيه ساراماغو/والصيني/بي داو/والجنوب افريقي /بريتن برانتباخ/والاسباني /خوان غوتيسيلو/والايطالي /فانسين كونسولو/،الى الاتحاد الدولي للكتاب الذي كان /محمود درويش /من أعضائه المؤسسين عام 1993. ويتناوب الكتّاب الثمانية في الفيلم الوثائقي على التعليق، كل بلغته على ما يشاهدونه من مظاهر التنكيل بشعب بأكمله والتي تجلت أكثر في عمليات الوقوف الطويل عند نقاط التفتيش للعبور من منطقة إلى أخرى في الضفة الغربية ،كما في /قطاع غزة/ وهو ما دفع المشاركين في هذه الرحلة لتسمية هذا الفيلم الوثائقي بـ”كتاب الحدود” ووقف هؤلاء الكتّاب على عمليات قطع أشجار الزيتون التي تعود الى الفلسطينيين من أجل ضم الأراضي إلى داخل الجدار العازل .وكذلك عملية هدم البيوت على محتوياتها من أثاث ومؤونة في رفح ومختلف القرى الفلسطينية معلقين في الختام بأن “الاحتلال الإسرائيلي عبارة عن جرافة ومؤسسة هدم، يقابله شعب صامد يملك كل مقومات البقاء.” .خيط متوتر يرافق الفيلم رغم بساطته المغرقة لنسمع الكاتب الاسباني /غويتسلو/ يقول بحزم :”لم يفت الوقت بعد للوقوف مع العدالة” كما ظهرت وجوه فلسطينية أدبية في الشريط الوثائقي الذي دام عرضه ما يقارب الساعة والنصف، منها/محمود درويش/وقد رافقت مقاطع من قصائده معظم المشاهد اضافةً الى الشاعر/أحمد دحبور/وبعض ناشطي السلام…
3-“سجل أنا عربي” : فيلم للمخرج العراقي محمد توفيق، عام 1986، وفيه حوار مطول مع الشاعر، إضافة إلى مقتطفات من أمسياته الشعرية، خاصة تلك التي كانت يحييها في تونس.
4- “كما قال الشاعر” يعد الفيلم الوثائقي (كما قال الشاعر) مقاربة شعرية لحياة الشاعر والأديب والإنسان محمود درويش، يأخذنا فيها نصري حجّاج في رحلة تمتد ثماني وخمسين دقيقة إلى مدن ومنازل ومسارح شهدت إبداعات محمود درويش، ويقدّم ذكريات جيل كامل من الكتّاب وعشاق الشعر، يرسم بها لوحة تعجّ بالتفاصيل الرائعة، ويروي معها باقة من أشعاره، مخلّداً بها عملاقاً ألهم بأحلامه أجيالاً وأجيالاً. وقال حجاج “هذا الفيلم ليس وثائقيا بالمعنى الكلاسيكي للفيلم الوثائقي لان محمود درويش لم يكن شاعرا كلاسيكيا لذلك هو محاولة ان يكون سينمائيا يتناسب مع حداثة أشعاره التي بدأت قراتها قبل أربعين عاما.”
5- “محمود درويش” : قدم عام 2014 فيلم وثائقي عن حياة محمود درويش – إخراج أحمد أبو سمرة . يسلط الضوء على تجربة الشاعر من خلال سرد قصة حياته مرفقا بصور من الأرشيف لمراحل تطور حياته الشعرية ويلتقي عددا من الأدباء والشعراء ممن عرفوا درويش جيدا كما يُظهر الفيلم مشاهد نادرة يظهر فيها درويش في حلب وسط الآلاف من محبيه عندما زار حلب عام 1997 و يُظهر أيضاً الأماكن التي تردد عليها درويش في حلب ودمشق وخاصة النادي الثقافي الفلسطيني بحلب .
6-” الأرض تورث كاللغة “: فيلم وثائقي عن الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، للمخرجة اليهودية ذات الأصول المغربية سيمون بيتون. وذلك في 60 دقيقة ناطق باللغة العربية. كان لظهور محمود درويش في فيلم بيتون خصوصية كبيرة كراو من نوع خاص للحكاية الجمعية الفلسطينية، ورمز ثقافي لا يزال حاضرا لدى الشعب الفلسطيني، هي التي استطاعت دون غيرها، في ذلك الوقت، إقناعه بالظهور في فيلم ضمن سلسلة أفلام نفذتها عن مبدعين عرب. عبر قرابة الساعة، تحيك سيمون بيتون فيلمها بحرفية ومهنية واضحة، مستفيدة من موضوعها، الشاعر والإنسان الغني والمتعدد الوجوه والتجارب، المتنقل بين الأمكنة والأزمنة، ومختلف الحالات والانفعالات.. تبدأ مع درويش من لحظة ذاكرة طفولية، وتسلط كاميرتها على الورقة والقلم، اللذين بلقائهما خلق محمود درويش عامله الشعري الفذ.. تبدأ معه من إحدى المطارات التي أضحت وعن سبق إرادة،علامات في حياة الشاعر كثير التجوال قسرا والمتنقل من عاصمة إلى أخرى، دون بلاده. والفيلم الذي تم إنتاجه عام 1997، يعيد اكتشاف شعر درويش والعلاقة بينه وبين الأرض، كما أنه ينتقل بمشاهده بين مراهقة درويش في بلدته ‘البروة’ ، ثم السنوات التي قضاها في المنفى في بيروت وتونس، ثم عضويته بمنظمة التحرير الفلسطينية (فتح)، وأخيراً في باريس، وعمان، ورام الله.
7-“سجّل أنا عربي”: للمخرجة ابتسام مراعنة (2014ــــ 73 دقيقة) حمل عنوان إحدى قصائده الشهيرة التي كتبها عام 1964 و يتناول محطات في مسيرة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، عن طريق قصتي حب دراميتين الأولى لامرأة يهودية والثانية لرنا قباني ابنة دبلوماسي سوري. ويحاول الفيلم إظهار التوتر المزدوج في حياته، الأول مرتبط برومانسيته وعشقه للجمال وبين رمزية المقاومة الفلسطينية في شعره.
8- ” في مديح الظل العالي ” فيلم وثائقي من اخراج : طارق علي ، يتناول حياة الشاعر الفلسطيني محمود درويش و علاقته بدمشق و ادباء عصره و يومياته الخاصة من زاوية انسانية خالصة
9- “موسيقانا” : جان لوك غودار بفيلم “موسيقانا” (2004) الذي يطرح فيه، ككثير من أفلامه السياسيّة، العلاقة بين الاستعمار والاحتلال من جهة ومقاومتها من جهة أخرى، مخصّصاً القضيّة الفلسطينية كموضوع أساسيّ فيها.عبر مشاركة محمود درويش، مشاركته كممثّل، مؤدٍّ لدور محمود درويش الشاعر الفلسطيني في مقابلة تجريها معه ممثّلة لدور صحافيّة من تل أبيب. ومشاركة درويش لما يقارب الربع ساعة، في عملٍ الفيلم مهدى الى المؤرخ والكاتب الفلسطيني الياس صنبر, وهو لمخرج هو الأهمّ فرنسياً.
10- ” تشيك بوينت روك ” :عرض فيلم ” تشيك بوينت روك ” عام 2009، الذي أخرجه الباسكي الاسباني ثرمين جوجوروزا , وقال عن الفيلم ” هذا فيلم الشعب الفلسطيني وليس فيلمنا “. وروى جوجوروزا علاقته بفلسطين من خلال زيارته الأولى عام 2002، فكان أول ما قام به التبرع بالدم. وقال “من وقتها أصبح اسم فلسطين محفورا في قلبي”.
ومضى يقول “تساءلت عندها كيف يعمل الموسيقيون الفلسطينيون؟ وكيف يعبروا عن آلامهم ومشاعرهم وتعرفت على الموسيقى الفلسطينية من خلالهم”. وأوضح “ان اول كلمة تنطق بالفيلم هي محمود درويش، والأغاني والموسيقى بقيت كما هي عند التصوير بدون مونتاج”.
وكان حضور محمود درويش في الفيلم مميزا وخاصا، منذ ساعات هبوط المروحية التي اقلت جثمانه الى مدينة رام الله في اغسطس 2008، الى لحظات غناء وبكاء صديقه الفنان اللبناني مرسيل خليفه في لحظات وداعه.
وتحدث الموسيقيون في الفيلم عن وطنهم وعن دور محمود درويش في أغانيهم واعتبروا ان محمود درويش لم يمت لأنه يعيش بين الناس وبينهم.
محمد عبيدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق