الثلاثاء، 4 ديسمبر 2018

محمــد عــبيدو - تمارين العزلة * شــــعـر * - منشورات اتحاد الكتاب العرب 1999





محمــد عــبيدو




تمارين العزلة
* شــــعـر *




من منشورات اتحاد الكتاب العرب
1999








Zone de Texte: الحقوق كافة 
مـحــــفــــوظـة 
لاتـحــاد الـكـتـّاب الــعـرب
 













عن وطن



الموت قابع في كمينه
والصوت فقد صداه..
خرائب روحنا
تتلو مراثي
لبلاد بلون الخزامى..
بيوت مهجورة
تتدلى من علامات الاستفهام
وقلب مرتجف
        بانتظار المدية..
rrr



متوجاً بالليل




متوجاً بالليل
حياتك تسيل
في الردهات الحالمة
نحو عالم آخر
وخطوات أوسع للضوء..

rrr




تمارين الوحدة




بي شيء
يشبه الشحوب
هذا المساء..
بي شيء
من بكاء الياسمين
ورجفة الوحدة..
فوضى الغرفة
تقول
إنك
لن تأتي
هذا المساء..
لن تهطلي علي
بفتنتك الغامضة..


rrr




نعاس المتعبين



كسنة طويلةٍ من اليأس
تبدد سماء الرغبة
حيث لا أمل
سوى نصل الزمن
يفاجيء حياتك
ونعاس المتعبين
يقهر جفونك..
كسنة طويلة من الوجد
حيث لا فسحة
للمسةٍ
تخفي
وحشة
الجسد
الشاحب
كسنة طويلة من الهلاك
حيث لا رجاء
سوى لحظة الموت
تغوي فؤادك

8/3/1996

rrr




حلم عدالة



شاحباً كالدمع
شفافاً كالعشاق
مقهوراً كالشعراء
يائساً كالأوطان
تقف على حافة الهلاك..
واهباً روحك لحلم عدالة
تنثر القصائد
  بدماء الغائبين..

rrr




صوتكِ




وأنا واقف على رمش الهلاك
  مسلم نفسي للضجر والنسيان
يأتيني صوتكِ البعيد
مقتحماً ليلي الشاحب..
ماذا يخبئ هذا البيت المهجور في صوتك؟.
           والورد الباكي
           والوطن المقهور
           ولقيا الأصدقاء حول الكأس؟
ماذا يخبئ كتاب انتظاري لصوتكِ؟
أيتها الصديقة الذاهبة إلى الألق
أتمدد في صوتكِ
وأتوجكِ بالقصائد والموسيقا..


rrr


مبعثر في سمائك



صوتي
ممدد في جسدك..
صراخي
مبعثر في سمائك
مياهي
تسير دوما إلى شواطئك..
أغمرك بالضوء
وأشعل غابة حركاتك..
أبتكرك
يا من تنأين كلهب طويل..

rrr



حضور وضّاء



لحضور
وضاء كموسيقا
تحت قبة العالم..
لامرأة سافرت بدمعك الساهر..
لياسمين أصابعها
لشعرها المضاء بالزيزفون
لابتسامتها الشاردة في الحبق
تطيّر سرب حمام
وتلجأ للتذكار..

rrr




جمال شاسع




ضاجة بأنوثتها المبكرة
خلف النافذة
جمال شاسع
يلوح
خلف النافذة
أمام
عينيه
يلمع
الدمع
كفضة وأندلس..

الدمع
إلى أوج الهذيانات..

21/6/1996
rrr





نهار مبدد



عابر
بخطا عزلتي
على أرصفة دمشق الباردة..
بلا طموح ولا حب ولا إرادة
أشرد مع الغيوم
نهاري مبدد
ووقتي نهر من فراغ..
عابر
بخطا جنوني
عيناي غابة
يداي نبع
غنائي نشيج
وقلبي قصر مهجور
عبثاً،
أجمع الياسمين والخزامى
           ونبيذ الاندلس
عبثاً،
أحاول التقاط الجمال
المنساب
من وجوه الصبايا
ولا يمكث بين يدي
إلا شكل هروبه..


9/7/1996

rrr


يـا امــرأة




  متشحة بقوس قزح
  تصوغ روح الشاعر ألوانه..
  يا امرأة
  ذاهبة إلى ألق يصنعه.
أيتها المرأة
  المغلفة بغموض شاحب
لما لا تدارين إرتباكه
وتنشرين ورودك
في صباحات عزلته..؟
لِمَ لا تنثرين في قلبه النجوم؟
لم تهربين سريعاً
من مساحة نظره..
لِمَ يأخذك الأعداء سريعاً؟

20/2/1997

rrr




يـــأس




المدينة الغارقة بيأسها
           تفرط الدمع
           كأوراق الخريف
وتدعو أبناءها
لاستنفار الأسئلة..


rrr




"لا أحد"



ما طرق الباب أحد
لا أحد يدخل إلى فوضى سكونك
مائلاً إلى العزلة
ترتب الدقائق والساعات
           والورود الذابلة..
تقرأ ما تبقى من كتاب الروح..
مصغياً إلى ثرثرات الليل
تتهجى صورتك
في الكأس الصافي
           الوحيد أمامك..
أعزل من ضحكات الأصدقاء والنساء
أعزل من الحب والهمسات والنوافذ
والمدن، من الأيدي الممتدة من إضاءة
الندى في العيون..
  تؤسس في الصمت
           لغة الذكريات..


rrr




حدود الذاكرة




إلام ترسم
من رمل الصحراء
قميصاً للحلم..؟
إلام توسع حدود الذاكرة..؟
إلام الصرخات
تؤدي دائماً
إلى الموت..؟


rrr




تمارين الغياب



متبعاً آثار خطواتكِ
في القلب،
أطل من نافذة الروح..
تذكرني الريح الهوجاء
بوحشة الشوارع
من دونكِ..

rrr




"حبق روحك"



لحظة فقط
لأقرأ الرغبة العصية في عينيك
  وصوتك المجلجل
  وخجل ضحكتك الخفي..
لحظة فقط
لأتوقف مع الزمن
بين يديكِ..
لحظة فقط
لأتماهى مع الضوء
الذي رسم ظلكِ..
لحظة فقط
لأتلمس الكتاب
الذي لمسته
منذ عهد قريب
وأنساب مع حبق روحكِ
لحظة فقط
لأمضي
بقلب مرتعش
وأمل مكسور..


rrr




"سماء من الرقة"



كعواء ضائع
في البراري
كنت أبحث عن المفقود
           عصي الاستعادة..
وكان يأسي ينمو كشجر الحور..
رغبة غامضة
لفحت جمال جسدك بالأسى
وأنت
تنثرين
ياسمينك
في بساتين روحي..
كما يستسلم العشب لدفء الشمس
بعد
           شتاء
                     قاس
استسلمت لبهاء وجهكِ..
عيناك اشاعتا فيّ
سماء من الرقة..
ويداك صنعتا لي
نبعاً من الطراوة..


rrr




نـــافــذة



نافذة صغيرة
مواربة
على انكسار المعاني
في الغياب 
ووحشة الانتظار..
نافذة صغيرة
مواربة
على السكون وفوضى الأشياء:
كتب وأوراق، فنجان قهوة، أعواد ثقاب، صحون، غبار،
زجاجات خمر، هاتف صامت، وميض خافت لمصباح وحيد،
وجسد متروك
إلى يباسه الأكيد..
لا امرأة تدق النافذة المواربة
وتقطف زهرة
تخرجه من أقاصي الذبول..

24/5/1996


rrr




"الحرائق تسكن دمه"




غبار يعلو الجسد
الجسد
المنهك
بشحوبه
الجسد الساهر مع وجدهِ
           الشارد في غموضهِ
           والمحاط بالغيوم..
***
يتسلح بالشعر
           والذكريات
           والتماسات التواصل..
***
تشرد
           انخطافات روحه
           على مدارج الفراغ
بحة القصب
تتكسر في صوته
الحرائق
تسكن في دمه..
***
غبار يعلو الغبار

21/7/1996

rrr




"عــــطـركِ"




أنتِ الخوف والرغبة
           التيه والأمان
           الصرخة والصمت..
أنتِ الجحيم يهب علي
           والفردوس يتمرأى في حلمي..
أنتِ الهذيان في غموض الشاعر
           والعذوبة في الانتظار
           وهبوب الروح على بياض الورقة..
منصتاً لخطا الحبق فيكِ
أعرج بذكرى عطركِ الهارب
           عطركِ المضمخ بالنسيان
***
يسقي مطرك
خرائب روحي الباردة
وتخرج كلماتك
جسدي من غبار الشحوب



rrr




تــمارين الـحضور



كانتشار الضوء على البراري
تناثرت في فضاء روحك..
نفسي موهوبة لجنون عينيك
وهمساتي مختفية في رائحة المطر على شعرك..
انتظرت
طويلاً
قدومك
المفاجئ..
أيتها الجميلة كالثلج الناصع
كل ورود قلبي
تفتحت عند رؤياك..
rrr


"الحب أشد برودة
من الموت"



الجسد حزين
والحب أشد برودة من الموت
دمي الصاعد
مع رنين اليأس
يأخذ أرواحكم
لارتباكاتها
فوق رصيف الغروب

21/5/1996
rrr


"تراوده العزلة"



كحلم كسير معتب
تراءى وجهها
نثار ضوء
في سماء أيامه المنسية..
***
ركضا على عشب الفرح
وفي خطاهما
صخب الأطفال..
***
متناسياً شبابه المهجور
والصقيع المشرش في القلب
اتكأ على غيمها الراحل
وكعادتها
كالعادة الدائمة
الأشياء الجميلة..
تنسرب سريعاً من بين الأصابع
والقلب يعود لنبع وجعه القديم
***
تشظى الجسد ككأس محطمة
على طريق الغياب..
الوطن صار مقصلة الروح
والرفاق تناثروا في القرى الباكية..
***
تراوده العزلة
فيعود لغلالة الانتظار:
نحولاً قادماً من وحشة الجسد
رقصاً مستوحداً في البرية
مضغاً لتبغ الجنون
وارتباكاً للأصابع على تخوم النسيان..

rrr


تخاتل موتك



بين مباغتات الصقيع
وتصنعات الابتسام
غادرك الأحبة
كلهم
وما تركوا سوى صفحة
من رمال..
غادروك
وخلفوا
جسدك
بارداً
يحاكي الشارع الكئيب..
وروحك،
في فضاء الذهول
           والخسارات،
تتدثر بالقصيدة
وتخاتل موتك..


rrr




موسيقا المكان



الضجر: تلك المعزوفة الصاخبة لأيامي
والوحش الضاري في دواخلي
الضجر: هذا الخراب المترامي في قلبي
والظلمات الباردة لروحي
والموسيقا
الموحشة
للمكان
بغيابك..

rrr




اشتهاءات مبددة



يوماً بليداً
إثر يوم..
أحلامي متكسرة
واشتهاءاتي مبددة
وجسدي إلى أقصى نحوله..
أنا العاطل
مشغول بعطر الذكريات
أنثره
على اللوحة الضبابية
لهلاكي..
12/7/1996
rrr




"لــــعبة الألــم"



وأنت النائم
كما في قبر
وحيداً رغم هذا الليل
والقمر المغطى بالصمت..
وحيداً رغم الرغبة العصية
والنشيد الشارد في القلب..
تشارك الله
صوته الغامض..
تشاركه
لعبة الألم المعتقة
بكلمات النار..
rrr




عــذوبــة شـــاردة



يا لذكرى تلك اللحظات
يا لذكرى ذاك اليوم..
يا للعذوبة الشاردة
عبر صوتك
المجلجل بالغناء..
توهج المعاني
الخاتمة المضمرة في اللمحات الشيطانية
كلماتك الأليفة
طرزت في روحي
زخارف الفرح الجديدة
أشعلت إكسير الحياة
في يأس الثلاثين من مرايا تعبي
12/1/1996
rrr


" الشــحوب الأخـــير"



كم من طريق
سرنا به
ويذكر خطونا
كم من نبيذ
أشعل بنا الغناء..
كم من ليل
سافر بدمعنا
  وحكايا الجنون..
كم من امرأة
غمرت روحنا بالضوء
ثم رفعت صارية الرحيل
لتتركنا للشحوب الأخير..
كم من بلاد
عسسها الهلاك
وشعراؤها للمقصلة.
كم من يأس
لاجتاز بوابة القبر
وأرتمي في الهواء..



rrr





قــمــــر واهــــــن



مسكون بالأسى الخفي
           بالوميض
                     الخافت لعزلتكَ
لا تحدث أحداً
ولا أحد
يحادثك..
فقط
قمر واهن
هواء مرتبك
قطيع من الغيوم
وشارع يمتد كصرخة يأس..
من دمعك
من حنينك للضوء
يشع المعنى
بألوان النار
التي تتمرأى في قلبك..


rrr





"إنــــاء الصمـــت"



عاطلا
وأيامي تسيل..
أنظر إلى الموت
محدثي الأليف
أنظر إليه
وأمضي..
أترك الطفولة
منسية في زاوية
من إناء الصمت..
أترك ورائي
أزهاراً وقصائد..
rrr


جســــــد الفــــراغ



في خريف الثلاثين
أستدعي البكاء العصي
ولا يحضر..
أستدين
لأرشف الخمرة الرديئة
العابقة
  بتذكارات
  الرقة
  والحنين..
أغازل أخيلة
وأتجلى مع عاشقة
من بياض..
شفني شوق
وهدني طيف..
غريب في كل زاوية
وكل نأمة
وكل لمسة
في جسد الفراغ

15/6/1996

rrr




"........."



مترعاً بنشيد قديم
يخبئ الدمع
بين أصابعه
ويملأ الأمكنة بحبور شاحب"
عبر شقوق الحنين
يسرب عمره
           واللوعة
           وحطام الذكريات

21/1/1997
rrr


"....."



عتمة تظللني
صمت يرخي سدوله عليّ
يأس يتكاثر
كالفطر
في قلبي..
تجاعيد تسرع
إيقاع الزمن
على وجهي..
زجاجات نبيذ
وشموع متناثرة..
صور ضائعة على
  الحيطان الراشحة..
كتب مكومة في الزوايا
  وورود ذابلة..
كل ذلك
كل ذلك ينبئ بغيابكِ

2/5/1996

rrr




"..........:‏"



أمشي
وسأظل أمشي
أتبدد على الأرصفة البليدة..
معي ليرة واحدة
ولن أحصل على المزيد..
ألمح شبحي
قادماً من طفولة بعيدة..
كلماتي تهذي
والبلاد
محطات للسأم..
14/6/1996
rrr




شــمـس غاربة



حبق الثلاثين ذبل
الروح
معراة
في الشتاء
وفي القلب شمس غاربة..
ثواني العمر
وثواني القهر
مضت بك إلى شرفة مغلقة..
لذت بأعماقك
هرباً من جحيم الآخر
أو لفظك العالم
أو..
أخرجك الجميع من فضائهم..
نافراً من الأوطان
           والنساء
           والأصدقاء
           ومشاتل الحب
تشرد لأقاصي عزلتك..

1/4/1996


rrr




".............."



لولا بقية من يأس
لم يكن قلبي مكانه
لولا بقية من هلع
لغادر قلبي ظلاله..

10/12/1996


rrr




صورتك الغامضة



بين لحظة العدم
وشحوب المساء
المغلف بعبق الخمرة
هاتفني صديق
وبألفته المعهودة
حدثني عن امرأة
يستوطن الآسى ملامحها..
هي الجنة والجحيم
الأحلام المشتهاة
والخمر المتدفق في نهر النسيان..
           امرأة حارة كالفلفل
           هادئة كالتأمل
           صاخبة كالشلال
           جميلة كاليأس
           وحزينة كالأوطان..
أكان يدري أم لا..؟
أن كلماته
شكلت صورتك الغامضة
وأشعلت في روحي
غيابك..


rrr




"وجــــوه نائـــــية"




مرتبكاً ويائساً
أوسع خطاي
المتكسرة على الرصيف..
الشوارع تمضي باردة
والوجوه ملفعة بالنأي والحياد..
شاحباً
وأحرس
النجوم
لا باب أطرقه
لا ظل يلم حطامي
لا كلمة تنساب للقلب
وتشعله بالموسيقا..


rrr


فـان غـوغ



مضيت إلى الجميع
إلى جميعهم
إلى كل القريبين من ياسمين الروح
علّ أحدهم
يوقف لحظة يأسك
الذائب في الأصفر
المنثور في لوحاتك..
ما صافح أحد
روحك المتروكة إلى رحيلها..
لا غمام
غسل قلبك من سديم القهر
لا سماء
مضت بك إلى أقاصي الحنين
لا فتاة
رنت إليك بعينيها الحانيتين
وأشعلت رقتها جسدك الواهن..
ينفث غليونك الدخان كقطار
والغربان تسيل
من هذيان أصابعك
لحقول القمح..
تلمّ شتات الضوء
تصوغه ألقاً في اللوحة
وتهب نفسك..
حتى الثمالة
تهب نفسك للموت.
12/6/1996

rrr




"...."



الحلم انكسر
قبل أن نحلمه..
لم يعد للفكرة معنى
ولا للريح شتاء
ولا للأفق سماء
لم يعد لي شاطئ..
مدار العزلة
مدار لذاكرتي
المنسابة مع موسيقا الوطن..
خائفاً
أخيف النساء..
أفتقد كل رجاء أو يأس
أفتقد كل أمل
تتكاثر حولي الديون والأصدقاء
وأنا أحدثهم عن الإبحار
بحرية
نحو المطلق


25/5/1996


rrr




"........."



نظرات النساء
المنتشرة كالورود
كانت كتبي الوحيدة
كتبي الخاسرة
الذاهبة بروحي
نحو الجلجلة..

15/11/1996

rrr




أحاور الفراغ



راعياً عزلتي الغامضة
أحاور الفراغ المنكسر
بين أنقاض
أيامي العجاف..
النور الذابل على جدران الغرفة
يروي الحكايا
عن تاريخ أوجاعي السرية..
***
           في قلبي هاوية:
حروب خاسرة
تسقطني كريشة
                     في مهب الذبول..
عسس يتكاثرون كالبعوض
طاغية يضحك
سجون
ورعب مستوطن تحت الجلد..
قهري الصارخ
ينبئني
عن مقصلة
تنتظر رأسي
يتدحرج مع خطاي المنطفئة
على مدارج الذاكرة.
يا رفاقي الرحل المتفرقين
يا رفاق الحلم الوطني
أما من أحد يقول:
لم يصبح الحلم وراءنا
بقي من الصراخ
           ما يخرجنا من الذبول..

rrr




عـلى العـــــتبة



خطاه المرتبكة
تصعد بجسده الواهن
إلى منزلك..
***
وردة الارتباك
أينعت في يده
ويله إن طرق الباب
وويله إن لم يطرق
***
بانتظار حائر
على العتبة
يتوسل ظلك
إطلالة وجهك
فضة شعرك
المنثور على كتفيك النحيلين..
على العتبة
يتوسل إيناس ابتسامك
لطف روحك
مشاكسة العصافير بيدك
والزهور الناعسة
في بحة صوتك
صوتك الممتد في الأزرق الخفيف
***
وبخطا متعثرة
بخطا ذاوية
يدلف جسده
على أرصفة الوحشة..

rrr


"......."



كلماتي
المبتكرة نساء غائبات
تكتب بالريح
           والمياه..
تجوب العزلة الاحتفالية
في صحراء اليأس..
هل ستصبح كلماتي
كالعادة
هباء منثوراً..؟

16/11/1997
rrr




" شـــــــظايا "



ملني الملل
وغادرتني اشراقات الصبا
***
رغبة تسيل مع دمي
ولا تصل منتهاها..
***
تبتكر أصابعي
وجع الورد
وأسقط في البياض
فيتلبس روحي الحبق..
***
القلب تدثر بالنعاس
وخطوات الموت اتسعت
***
تعب شفّاف
دمعة تكسر الأفق
وغياب يخمش وجه الشمس..
***
نحك وجع السنين
بأصابع من قلق
وروحنا المتناثرة
تتماهى برماد العزلة..
***
العزلة
تغزل أسرارها
والضوء
يبحث عن ظله..

rrr


احتمالات الشــــتاء



تك
وينتهي كل شيء
ثمة مسدس..
نائم بين الأوراق..
***
عابث بإرهاف الياسمين
يغوي أخيلة
ويغمض أهدابه على عزلةٍ
                              وندى
صوته من قصب
وجسده عكاز مهجور..
يمضي إلى أسراره
           إلى طفل يركض بدمه
           وفي خطاه حريق ملتبس..
يمضي إلى ذكرياته الخطرة
           إلى أصدقاء الرفض القدامى
           إلى كل امرأة
           ذابت رقة في قصائده
           قبل انكسار
                     لوحة حضورها
مدارياً ارتباكات روحه
           وارتباكات جسده
           وارتباكات الغياب
يخط في البياض
كلمات تعبه
ورغباته المقهورة
واحتمالات الشتاء..
مانحاً للمعنى اكتماله
وللصوت صداه
يحاول أن
  يفك غموض البراءة..
رحلت
إلى غيوم أيديكم
زهرة كآبته..
الهذيانات ضاجة بالتذكارات
الوقت قارة من الفراغ
والنهر اقترب من البحر..
***
تك
وينتهي كل شيء
ثمة رصاصة
ضائعة في الدماغ..

rrr




مـــــرثـــــية


انشغلت عمراً
بالآخرين
بآلام الفقراء
وأوتار قلوبهم اليائسة
اشتعلت روحي
بثورات حالمة
بغيفارا
وهوشي منه
وأبي ذر
والحلاج المصلوب
وبوطن يسير نحو اندحاره..
***
انشغلت عمراً بالآخرين
والآن
انشغل باللحظات الأخيرة
لهلاكي..
***
أضيّع كل يوم صديقاً
وحبيبةً سكنت غابة عينيّ
أرهق بعواقب اندحاري
في بلاد لا تألفني
ومدن أودت بي للنفي
ونساء ينفرن من صمتي..
***
مصغياً لوحشة الجسد
للأسى
في وردة الروح المنعزلة
أتكسر كورق الخريف
على صخرة الانتحار الأخيرة
17/11/1997
rrr


"خــديعة الضوء"



روحي
متروكة لصحرائها..
والجسد الطاعن في هلاكه
تتناثر نجومه
في ليل مائل
للعزلة
والجنون
وأشباح النساء..
سدول الليل الموحشة
تخادع المشهد:
هواء مشبع بالتبغ
         والنبيذ
         وخريف الأنوثة..
نعاس يقترض لونه من السماء..
ثلج طيب القلب
قادم على غير عادته
ثلج نسيه الغيم على نافذتي
النافذة الملاعبة
نساء من ظلال
يدرن حولها
بفضة أجسادهن
وياسمين أقراطهن
نساء من حنين
يشاغلن فضاءها
بحبق عيون شاغبتني
وخزامى خدود شردتني
وأغرقتني بالذهول
         واشتعال الحواس
بأصابع مدربة على القلق
أعزف على قصب الروح-
رقصاً ضائعاً
وأحلاماً سائرة نحو غياب..
كومض ضائع
لن يعود
وكمحكوم بالإعدام
في ساعات صباحه الأخير
أفتش عن مستحيل
لن أبلغه..
حياتنا تسيل
على طريق أرهقته الخطا
والمدن مهيأة لقدوم الغزاة


rrr




"...."



ليقم الجمال
ذاك العذب
الذي يمدنا بالرهافة
ليقم الجمال
ذاك الذي يعطي لنا المعنى
ليقم الجمال حتى في الموت


rrr




"...."



يأس يتجدد فيّ
وأنا أرسم عصا الأوهام
المشردة بنارها
قاسمة البحر
إلى نصفين من رجاء..


rrr




"ريــح تشــــكل وجهــــك"




وكانت النار تكمل صوتك
الريح تشكل وجهك
وكان نحول جسدي
         يأتيك بوروده الذابلة
وصوتي الخافت ينظر إليكِ
إلى وادي حضورك
         ولوحة غيابك
الهاوية مضاءة بدمنا
والشتاء يمضي بتغليف قلوبنا
يغذّي يأساً طويلاً
لدرب
يكمن
فيه
الموت.

rrr




"معطف الارتباك"



استعيدك من الغياب
استعيد جسدك من العطش
         وجهك من الذبول
         عينيك من الاحتراق
الكلمات الغامضة
تنير
مكان
قلقنا
وحلمنا
نتدثر بمعطف الارتباك
غياب يمضي بنا إلى غياب
حيث تسكن الحسرة
الصورة الصغيرة التي كنّا


rrr


"نشيد الحضور"



من آخر اللهاث
أتت
تنثر شمس الرغبة
وجحيم الشهوات..
عن رداء الحنين
غافلت حطامي
ولملمت نثاره..
زينت لغتي
بنشيد الحضور
ورفعت
كلماتي
إلى
شرفات
الغناء..
إيناس روحها
أخرجني من الذبول
ومنح حياتي لطفاً جديداً.


rrr




"الذاهل"



في الحضور
يتحاشى
شتلة كلام..
ذهول يمضي به إلى ذهول..
حزن الأساطير
في جسده
ولحظاته
تنسج
للغياب
قميصاً من غمام

rrr




"مأخوذة بحركاتك"



وكنت مأخوذاً بحركاتكِ
بالشجر في سماء دمكِ
مضاء بعريكِ
بوجهك الشارد نحو شتاء
أبتكر يأساً
لرحيلك الشاسع
حيث عطر جسدك،
نشيد أردده
صوتاً للغياب

rrr




المحتوى
الموضوع                                                                      الصفحة

عن وطن___________________________________
متوجاً بالليل_________________________________
تمارين الوحدة________________________________
نعاس المتعبين________________________________
حلم عدالة_________________________________
صوتكِ____________________________________
مبعثر في سمائك_____________________________
حضور وضّاء_______________________________
جمال شاسع________________________________
نهار مبدد__________________________________
يـا امــرأة___________________________________
يـــأس____________________________________
"لا أحد"___________________________________
حدود الذاكرة________________________________
تمارين الغياب_______________________________
"حبق روحك"________________________________
"سماء من الرقة"_____________________________
نـــافــذة____________________________________
"الحرائق تسكن دمه"___________________________
"عــــطـركِ"__________________________________
تــمارين الـحضور_____________________________
"الحب أشد برودة  من الموت"_____________________
"تراوده العزلة"_______________________________
تخاتل موتك_________________________________
موسيقا المكان_______________________________
اشتهاءات مبددة_____________________________
"لــــعبة الألــم"_______________________________
عــذوبــة شـــاردة______________________________
" الشــحوب الأخـــير"___________________________
قــمــــر واهــــــن_______________________________
"إنــــاء الصمـــت"_____________________________
جســــــد الفــــراغ______________________________
"........."_________________________________
"....."____________________________________
"..........:‏"________________________________
شــمـس غاربة_______________________________
".............."______________________________
صورتك الغامضة_____________________________
"وجــــوه نائـــــية"______________________________
فـان غـوغ__________________________________
"...."____________________________________
"........."_________________________________
أحاور الفراغ________________________________
عـلى العـــــتبة_______________________________
"......."___________________________________
" شـــــــظايا "________________________________
احتمالات الشــــتاء____________________________
مـــــرثـــــية__________________________________
"خــديعة الضوء"______________________________
"...."____________________________________
"...."____________________________________
"ريــح تشــــكل وجهــــك"__________________________
"معطف الارتباك"_____________________________
"نشيد الحضور"______________________________
"الذاهل"___________________________________
"مأخوذة بحركاتك"_____________________________

qq



رقم الايداع- مكتبة الأسد الوطنية

تمارين العزلة           : شعر / محمد عبيدو- دمشق؛
اتحاد الكتاب العرب ، 1999- 99ص؛ 20سم .


1- 811.9 ع ب ي  ت           2- العنوان
3- عبيدو

ع- 169 / 2/1999                 مكتبة الأسد


q






هــــذا الكــتاب


مجموعة شعرية احتوت على مجموعة قصائد غلبت عليها قصيدة النثر. حملت هموماً وأوجاعاً منطلقها فردي وصداها يلامس حياة الناس بشكل ترميزي مكثف.


q

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق