تقديم العرض الأول للفيلم الروائي الطويل الجزائري "أسوار القلعة السبعة" للمخرج أحمد راشدي، يوم الثلاثاء 20 مارس 2018 بأوبرا الجزائر بوعلام بسايح، على الساعة 19 مساء.
الشخصيتان الرئيستان في الفيلم، الثابتي ولوسيان، هما من وحي خيال المؤلّف.
غير أن هذا الخيال يصطدم بخلفية، بظروف تاريخية، بأجواء عامة تجعل من حبر الكاتب واقعا ملموسا، حقيقيا، وأكثر من ذلك، دمويا.
1954، تتصاعد المأساة ويكتسي أفق النور بتجاعيد الغروب.
لوسيان الإقطاعي، السيد بلا منازع، الذي لا قيم تحكمه غير مصالحه الشخصية، لا ينفكّ عن اختلاق الحواجز والعقبات ويضاعف الجهود ليبلغ أهدافه. حتّى لوكان الثمن هو الخراب، وتحطيم سعادة أبنائه في محاولته العابثة وغير المجدية لتغيير مسار القدر. ولأنّه منطقي مع نفسه، فلن يتردّد في الذهاب إلى الاعتداء على ''العدوّ" حتّى وإن اضطرّ في نهاية المطاف لتكبّد المعاناة وربما مواجهة الموت.
ثابتي، الابن العزيز الذي غرسه والده الحاج العيد بين حلقات الشقاء الموغل في متاهة التبعية المظلمة. تتقاذف شبابه أمواج الكره المتعفنة ورغبة الانتقام الجامحة، ليشرع في محاصرة "البيت العريق"، سلاحه الصبر والمثابرة. ومع كل كبوة يتلقاها، تزيد معرفته وثقته بنفسه ويتزايد خلاصه. وكمثل مصدر مشعّ يبعث الدفء في جسد خامل، ينهك من ثقل الكاهل وتخور قواه إلى أن تتنزل الرحمة يوما، وتجعله يلقي باليأس ليسلك طريق اليقين الذي لا يدركه إلا القليل من المحظوظين، طريق الإيمان بالقيم السامية للبشرية.
أليس في ظلّ الانسجام مع الزمن الذي يحملنا والفضاء الذي يحيط بنا يتجلى الطريق الصواب نحو الخلود؟
ثابتي ولوسيان، "الفلاڤة" والمعمّر، بعد أن خاضا معركة ضارية، بعد أن قطع كلاهما طريقا طويلا مفروشا بالجمر، يلتقيان أخيرا وجها لوجه. بل أكثر من ذلك، يلتقي كل منهما مع نفسه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق