السبت، 21 ديسمبر 2024

جوائز المسابقات الرسمية لأيام قرطاج السينمائية


 

جوائز المسابقات الرسمية لأيام قرطاج السينمائية في دورتها الخامسة والثلاثين: 

✨جائزة الجمهور للفيلم الروائي القصير: في قاعة الانتظار / إخراج معتصم طه (فلسطين)

✨ جائزة الجمهور للفيلم الروائي الطويل تحصل عليها بالتساوي :

" سلمى" / إخراج جود سعيد (سوريا)

 "الذراري الحمر" / إخراج لطفي عاشور (تونس)


✨جائزة أفضل فيلم للسّينما الواعدة: اللعنة إخراج بثينة علولو (تونس)


المسابقة الوطنيّة

✨ جائزة أفضل فيلم قصير تونسي: "ثنية عيشة" / إخراج سالمة الهبي (تونس) 

✨ جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل تونسي

"لون الفسفاط" / إخراج رضا التليلي (تونس)

جائزة أفضل فيلم روائي طويل تونسي

"قنطرة" / إخراج وليد مطار (تونس)


🏆المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية القصيرة

✨التّانيت البرونزي- الفيلم الوثائقي القصير: "رحلة باهاتي في التربية الجنسية" / إخراج سايتاباوو كاياراي (كينيا)

✨التّانيت الفضّي - الفيلم الوثائقي القصير: "فريحة" / إخراج بدر يوسف (اليمن)

✨التّانيت الذّهبي- الفيلم الوثائقي القصير:"الأيام الأخيرة مع اليان" / اخراج مهدي الحجري (تونس)


🏆 المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية الطويلة 

✨تنويه خاص (جائزة لجنة التّحكيم): "NDar Saga Waalo" / إخراج عصمان ويليام مباياي (السنغال) 

✨التّانيت البرونزي - الفيلم الوثائقي الطّويل: "ماتيلا" / إخراج عبد الله يحي (تونس)

✨التّانيت الفضّي - الفيلم الوثائقي الطّويل: "Tongo SAA, rising up at night" / إخراج نيلسون ماكينغو (جمهورية الكونغو الديمقراطية)

✨التّانيت الذهبي- الفيلم الوثائقي الطّويل: "الفيلم عمل فدائي" / إخراج كمال جعفري (فلسطين)


🏆 المسابقة الرسمية للأفلام الروائية القصيرة

✨التّانيت البرونزي - الفيلم الرّوائي القصير: "عالحافة" / إخراج سحر العشي (تونس)

✨التّانيت الفضّي- الفيلم الرّوائي القصير: "أحلى من الأرض" / شريف البنداري (مصر)

✨التّانيت الذهبي- الفيلم الرّوائي القصير: "بعد ذلك لن يحدث شيء" / ابراهيم عمر (السودان)


🏆المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة 

✨تنويه خاص (جائزة لجنة التّحكيم): "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" / إخراج خالد منصور (مصر) 

✨جائزة أفضل تركيب : كاميل توبكيس / عن فيلم "عايشة" (تونس)

✨جائزة أفضل صورة: مصطفى الكاشف / عن فيلم "القرية المجاورة للجنة" (الصومال)

✨جائزة أفضل موسيقى: هاني عادل / عن فيلم أرزة (لبنان)

✨جائزة أفضل ممثل: سامي لشعة / عن فيلم الاختفاء (الجزائر)

✨جائزة أفضل ممثلة: سولاف فواخرجي / عن فيلم سلمى (سوريا)

✨جائزة أفضل سيناريو: بودي أسيانبي / الرجل مات (نيجيريا)

✨جائزة العمل الأوّل "الطّاهر شريعة" الفيلم الرّوائي الطّويل (تي في 5 موند): "هانامي" / دنيس فرنانديز (الرأس الأخضر) 

✨التّانيت البرونزي - الفيلم الرّوائي الطّويل: "دمبا" / مامادو ديا (السنغال)

✨التّانيت الفضّي - الفيلم الرّوائي الطّويل: "إلى عالم مجهول" / مهدي فليفل (فلسطين)

✨التّانيت الذهبي- الفيلم الرّوائي الطّويل: "الذراري الحمر" / لطفي عاشور (تونس)

الجمعة، 20 ديسمبر 2024

الوثائقي “تحت سماء دمشق” عن العنف ضد المرأة في سوريا بعد الحرب

 



محمد عبيدو

يجرى الحديث إبداعيا وسينمائيا عن فترة الحرب الطويلة والمؤلمة بآثارها في سوريا، وكأنهم يتكلمون عن أيام طفولة مقتولة وأحلام تحاول جاهدة التنفس خارج الانكسار .. السينما السورية بعد الحرب تحديق في جروح مفتوحة فتحت عيون السوريين والعالم على عمق الفاجعة، وعنف “المسكوت” عنه في طبقات الوعي، لا أحد كان في مأمن من العنف وخصوصا المرأة السورية مع محنتها في زمن الحرب، وهو ما يسرده سينمائيا، في 88 دقيقة، فيلم “تحت سماء دمشق” ” Under the Sky of Damascus” (2023) الذي عرض بمسابقة الافلام الوثائقية الطويلة بمهرجان وهران، واشترك في إخراجه ثلاثة مخرجين هم طلال ديركي وهبة خالد وعلي وجيه.

استمر العمل على الفيلم وتصويره حوالي 3 سنوات، متطرقا إلى نماذج من النساء السوريات انهكتهن الحرب، وعانين خلال السنوات العشر الماضية من حالات التحرش والانتهاكات الجنسية والجسدية والعنف .

من خلال مونولوجات وحوارات في العمل على عرض مسرحي عن العنف الممارس ضد المرأة والاستغلال الجنسي تقدمه خمس فتيات، وهن الممثلات فرح الدبيات، غريس الأحمر، سهير صالح، إنانا راشد وإليانا سعد، يتحدثن فيه عن قصصهن المؤلمة، كل واحدة منهن ضحية نوع ما من الانتهاكات، مما يتطلب منهن إجراء تحقيقات عن النساء العاملات، وما يتعرضن له من عنف ليصبح المحور جزءا من فيلم يهدف إلى التعريف بما تتعرض له المرأة في دمشق بعد الحرب. وبجرأة لافتة تمتزج معاناتهن مع القصص الشخصية التي روتها للكاميرا عدد من النساء في دمشق، مع التوتر العصبي والانهيار النفسي والحزن والالم.

صوت (هبة خالد) يمضي راويا  داخل الكادر وخارجه بالفيلم الوثائقي، لتكون جزءا من بنائه وتشكيل سرده .. من بين صور أبنية مهدّمة ودمار المدينة في شوارع دمشق، وعنف معلق في الهواء، نمضي إلى بيت دمشقي عتيق مهجور اختارته بطلات الفيلم، ليكون ملاذاً لهن في بوحهن ولاشتغالهن على مسرحيتهن وعرضها .

يفتتح الفيلم مع الممثلة السورية صباح السالم، وقد بدت واضحة على وجهها آثار السنين المتعبة والألم، وهي تروي مأساتها الخاصة مع فترة السجن  الذي دخلته 15 عاما، لأنها رفضت – كما تقول- الانصياع لطلبات أحد المتنفذين، فلفق لها تهمة، رغم كونها نجمة السينما والتلفزيون السوري في ذلك الوقت، لتجد نفسها، بعد خروجها، مهمشة باحثة عن اللقمة والمأوى، وينتهي  الفيلم معها، جالسةً أمام المرآة كأنّها تواجه نفسها وماضيها .

قصص كثيرة وعديدة ومتشابكة في السرد السينمائي، حكاية امرأة تعمل في الفرز في مكب نفايات، وقصة امرأة مع العنف المنزلي، وكيف هربت من مدينة لمدينة لتحمي بناتها، بعد مشهد كان كفيلاً باتخاذها هذه الخطوة: “حط البوط العسكري على راس بناته”، وأخرى أرسلها زوجها من أوروبا إلى سوريا على أن يلتحق بها مع الاولاد ثم يبلغها بالانفصال. وتتم مقابلة الضحايا الآخرين في مصنع النسيج أو في مستشفى الأمراض النفسية.

كما مضت الكاميرا إلى مؤسسة الصم والبكم، لتنقل أصعب القصص في الفيلم، لسيدة صماء اغتصبها 3 شباب من الوحوش البشرية، يعلمون أنها تعجز عن الحديث ورواية ما حدث لها، وعند افتضاح أمرهم أمرت المحكمة بتزويجها لأول مغتصب لها حفاظًا على شرف أسرتها.

ويمضي تطور الفيلم مع أحداث مفاجئة متلاحقة، فأحد المنتجين الفنيين في الفيلم يقوم بمحاولتين متتاليتين بالتحرش باثنتين من فتيات الفرقة المسرحية من بطلات الفيلم، وفتيات أخريات أيضا، رغم أن الفيلم مبني أساسا على موضوع مناقشة التحرش، مما يؤدي لتوقف التصوير لفترة ونشوب الخلافات بين أعضاء الفرقة المسرحية، ثم عودة التصوير، مع إصرار الفتاتين على التحدث عن حالات التحرش أمام شاشة الكاميرا.

نقلا عن موقع مهرجان وهران للفيلم العربي 

الجمعة، 6 ديسمبر 2024

"افلامنا" فعل مقاومة ضروريّ

 


فيما تواصل "إسرائيل" هجومها على غزّة استكمالًا لمشروع الإبادة الجماعية التي بدأته منذ عقود، والتي بدأت عدوانًا جديدًا على لبنان، تُخصّص أفلامنا.أونلاين في ديسمبر/ كانون الأول 2024، أفلاماً وثائقية وروائية مختلفة لمخرجين من فلسطين ولبنان. توثّق الأفلام عقودًا من الظّلم والمقاومة ، عقودًا من نضال روح  التي لم تنكسر يومًا. تتطلب ألّا تكون هذه الأفلام مجرّدة صرخة ، بل تجاربها أن تسترجع صورتنا التي تستمد مصادرها، تجاربها أن تزرع الأمل وتساهم في النّضال .

(*) "أجمل الأمهات" (1978، 28 د.) لمارون بغدادي (لغاية 11 كانون الأول 2024): ينطلق الفيلم من قصيدة الشاعر حسن عبد الله، التي لحّنها وغنّاها مارسيل خليفة، والتي تعبّر عن الحزن العميق الذي يعتصر أمّ شهيد من "منظمة العمل الشيوعي". ويطرح تساؤلات عن النضال والعمل العسكري في المرحلة الأولى من الحرب الأهلية اللبنانية (1975 ـ 1990).

(*) "تشويش" (2017، 27 د.) لفيروز سرحال (لغاية 11 كانون الأول الجاري): ستبدأ بطولة كأس العالم لكرة القدم اليوم، وأهل بيروت متحمّسون للحدث الكبير الذي انتظروه طويلاً. بينما تتواصل الحياة بشكل طبيعي، يبدو أنّ هناك خللاً في إشارة المباراة الأولى، بسبب موجات صوتية غريبة. يُخيّم الإحباط على أجواء المدينة، ويؤدّي إلى وقوع حدث مباشر أضخم بكثير (العربي الجديد، 19 مارس/ آذار 2018).

(*) "غزّة تنادي" (2012، 64 د.) لناهد عواد (5 ـ 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري): يعيش سامر في رام الله (الضفة الغربية)، وعائلته تعيش في غزة، على بُعد ساعة واحدة. لكنّ أفراد العائلة لم يتمكّنوا من اللقاء جميعاً لستة أعوام. في المقابل، هناك مصطفى الذي زار غزة عام 2006، ولم يُسمح له قَطّ بالعودة، فجهدت والدته لرؤيته مُجدّداً. في سبعة أعوام: عائلتان ممزّقتان، والمشترك بينهما أنّ أفرادهما مسجّلون بعنوان غزة في بطاقات الهوية. وبموجب الاحتلال الإسرائيلي، يعتبرون "معترضين" في بلدهم الخاص. حياتهم تحوّلت إلى صراع دائم. يُمكن للآباء التحدّث إلى أبنائهم فقط عبر الهاتف، والأخوات يمكنهنّ رؤية إخوتهن فقط عبر الإنترنت. جميعهم وجميعهنّ يكافحون من أجل أنْ يكونوا معاً أخيراً.

(*) "خيام 2000 ـ 2007" (2000، 103 د.) لجوانا حاجي توما وخليل جريج (12 ـ 25 ديسمبر/ كانون الأول 2024): فيديو وثائقي مُصوّر عام 1999، وأُكمِلَ عام 2000: لم يكن الذهاب إلى معتقل الخيام مُمكناً قبل تحرير الجنوب اللبناني في 25 مايو/ أيار 2000: "سمعنا عن هذا المخيم، لكنّنا لم نرَ صُوراً قَطّ عنه ومنه. عام 1999، التقينا ستة معتقلين مُحرّرين لاستعادة تجاربهم. حاولنا إعادة بناء المعتقل والحياة اليومية فيه عبر شهاداتهم بأكبر قدر ممكن من التفاصيل. الكلمات عوّضت عن غياب الصُّور. سونيا وعفيف وسهى ورجائي وكفاح ونيمان اعتُقلوا نحو عشرة أعوام، يروون عن المُعتقل، وعن صمودهم، ولا سيما المقاومة بصنع إبرة وقلم رصاص وسبحة ورقعة شطرنج، والنحت وغيرها، سرّاً. في مواجهة حرمانهم احتياجاتهم الأساسية، طوّر المعتقلون تقنيات فنية مدهشة للتواصل مع الآخرين، وللإبداع، وللعصيان، وللحفاظ على الإنسانية التي يحاول هذا المعتقل اقتلاعها.

الجزء الثاني مُصوّر عام 2007: بعد تحرير الجنوب، حُوِّل معتقل الخيام إلى متحف. عام 2006، في "حرب تموز" بين إسرائيل وحزب الله، دُمّر المُعتقل كلّياً. التقى المخرجان مجدّداً مع المعتقلين الستة أنفسهم، لمعرفة ردود أفعالهم على هذا التدمير. إنّهم يتشاركون أفكارهم عن الذاكرة والتاريخ وإعادة البناء والخيال، والأهمّ على اقتراح طرحه البعض حينها: إعادة بناء المعتقل بشكل مُطابق للأصل. لكنْ، أيكون هذا ممكناً؟ ما مغزى ذلك؟ كيف نحافظ على الأثر؟

الثلاثاء، 3 ديسمبر 2024

العرض العالمي الأول لفيلم "نوسفيراتو" يجمع نجوم هوليوود في برلين

 


تواجد نجوم هوليوود ويليم دافو وإيما كورين ونيكولاس هولت في برلين يوم الاثنين لحضور العرض العالمي الأول لفيلم الرعب الخاص بهم "نوسفيراتو."

كما ظهر على السجادة الحمراء أمام سينما "زو بالاست" الممثلان بيل سكارسجارد وآرون تايلور جونسون.

يشار إلى أن فيلم مصاصي الدماء الذي أخرجه روبرت إيجرز هو إعادة إنتاج للفيلم الكلاسيكي الصامت الشهير "نوسفيراتو – سيمفونية الرعب" للمخرج فريدريش فيلهلم مورناو عام 1922. وفي هذه النسخة التي أعاد إيجرز تصورها، تدور القصة حول العروس الشابة إيلين هاتر (ليلي روز ديب) التي تطاردها روح الكونت أورلوك المتوفى، وهو مصاص الدماء "نوسفيراتو".

وتتطور بين الشابة ومصاص الدماء القادم من ترانسيلفانيا علاقة عاطفية ومصيرية تؤدي إلى جعل مجتمع بأكمله على حافة الانهيار. ويؤدي نيكولاس هولت دور زوج إيلين، توماس، بينما تجسد إيما كورين شخصية صديقتها آنا هاردينج.

الأحد، 1 ديسمبر 2024

رحيل المخرج والمونتير العراقي قيس الزبيدي

 


وفاة المخرج والمونتير العراقي قيس الزبيدي (1939 ــ 2024)، أحد أبرز الرواد في السينما الوثائقية العربية. 

وُلد قيس الزبيدي في بغداد عام 1939 ، وتخرّج من معهد الفيلم العالي في بابلسبرغ في ألمانيا. وقد حصل على دبلوم في المونتاج عام 1964 وآخر في التصوير عام 1969.  حصل على درجة الإخراج عند كتابة وتصوير ومونتاج فيلمه "في سنوات طيران النورس". أخرج مجموعة من الأفلام العربية القصيرة والطويلة في ألمانيا ودمشق ولبنان وتونس وفلسطين.

شغفه بالسينما دفعه للتركيز على الجانب الوثائقي، الذي رأى فيه وسيلة لنقل الواقع الاجتماعي والسياسي بصدق ودقة. ومنذ ستينيات القرن الماضي، بدأت أعماله تلقى اهتمامًا واسعًا بسبب أسلوبه الذي يمزج بين الإبداع الفني والالتزام بقضايا الشعوب.

من أبرز إنجازات الزبيدي كانت إسهاماته في السينما الوثائقية الفلسطينية، وقد كرّس العديد من أفلامه لتوثيق معاناة الشعب الفلسطيني. فيلمه "بعيداً عن الوطن" (1969) يعتبر نقطة تحول في مسيرته، حيث عرض معاناة اللاجئين الفلسطينيين من خلال تصوير حياة الأطفال في المخيمات. كما عمل في دمشق في مؤسسة السينما والتلفزيون السوري، حيث أنتج فيلمه الشهير "نداء الأرض" (1976).

سعى قيس الزبيدي دائمًا إلى خلق لغة سينمائية جديدة متأثرة بالتيارات الأوروبية الفنية التي تعلمها أثناء دراسته. فكان يؤمن بأن السينما ليست مجرد وسيلة للتسلية، بل أداة قوية لإيصال رسائل سياسية واجتماعية، وهو ما تجسد في أفلامه التسجيلية. على مدار مسيرته، خاض الزبيدي معارك فكرية وفنية لتطوير السينما التسجيلية العربية وتوجيهها نحو التفاعل مع القضايا الحقيقية التي تواجه المجتمعات العربية.

في أوائل السبعينيات، شارك الزبيدي في مهرجان السينما العربية البديلة في دمشق، حيث لعب دورًا رئيسيًا في تعزيز هذا التيار الذي حاول التمرد على الأساليب التقليدية للسينما العربية. كان يؤمن بأن السينما البديلة هي وسيلة لإيصال صوت المهمشين وإظهار حقائق الواقع الاجتماعي والسياسي بعيداً عن التجميل أو التزييف. رغم أن هذا التيار لم يلقَ النجاح الذي كان يأمله، إلا أن أفلام المخرج العراقي ظلت شاهدة على هذا الجهد الذي سعى لتغيير الواقع السينمائي العربي.

 فيلم "اليازرلي"  أخرجه الزبيدي (1972)، عن قصة طويلة لحنامينة بعنوان «على الأكياس»، ومدته (95 دقيقة). يكتب الناقد سعيد مراد: “إن اليارزلي ينطوي في بنائه الدرامي، على عناصر شعرية وملحمية تعتمد في بروزها على وسائل بصرية مونتاجية”، في مكان آخر يضيف: “إن على الأكياس التي هي قصة قصيرة من السيرة الذاتية، مكتوبة بأسلوب ذكريات حارة، بسيطة، تحولت في الفيلم إلى بناء معقد يحوي معاني الإضطهاد في مجتمعنا: التخلف، الجنس، القسوة، العنف، الإستغلال”.

هذه المعاني، أراد أن يجعل منها نماذج معممة تجسدها الشخصيات التي يعبر كل منها عن واحد من تلك المعاني القيمة، وطرح ذلك علينا سلفاً، مستفيداً من بناء مسرح بريخت: بث نوع من الملحمية في التخاطب مع الناس وفي بناء العمل، كما لجأ إلى مونتاج يحاول أن لا يفسح مجالاً لتأثير عاطفي بقدر ما يقطع هذا التأثير ليتوجه إلى عقل المُشاهد، كي يحرضه على أن يتركز على هذه المعاني المجسدة، ثم يكشف عن الحقيقة الواقعية للحلم، ويرتفع بالواقع، ببعض تفاصيله مستوى الحلم، يتداخل ذلك في نسيج واحد فيجعل من الماضي، الذكريات، الحلم والواقع كلاً واحداً، وذلك بوسيلة بصرية ومونتاجية

حازت أفلامه جوائز في مهرجانات عربية ودولية عديدة وصدر عنه وعن أفلامه كتاب"عاشق من فلسطين"، للناقد محسن ويفي (القاهرة: وزارة الثقافة، 1995). صدرت له الكتب التالية: "بنية المسلسل الدرامي التلفزيوني: نحو درامية جديدة" (دمشق: دار قدمس للنشر، 2001)؛ "درامية التغيير: برتولت بريشت" (دمشق: دار كنعان، 2004)؛ "المرئي والمسموع في السينما" (دمشق: المؤسسة العامة للسينما، الفن السابع (112)، 2006)؛ "فلسطين في السينما" (بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2006)؛ "الوسيط الأدبي في السينما" (أبو ظبي: مهرجان: أفلام من الإمارات، 2007)؛ "مونوغرافيات في نظرية وتاريخ صورة الفيلم" (دمشق: المؤسسة العامة للسينما، الفن السابع (177)، 2010)؛ "في الثقافة السينمائية – مونوغرافيات" (القاهرة: الهيئة العامة لقصور الثقافة، آفاق سينمائية (75)، 2013)؛ "الفيلم التسجيلي: واقعية بلا ضفاف" (رام الله، فلسطين: وزارة الثقافة الفلسطينية، 2017)؛ "دراسات في بنية الوسيط السينمائي" (الشارقة: دائرة الثقافة، 2018).،  "فلسطين في السينما" الصادر عام 2006، يبرز  اندفاع جيل فلسطينى جديد إلى الأفلام التسجيلية، قصيرة فى الغالب، وشبه طويلة فى أحيان أُخرى، تتراوح بين دقائق معدودة وما يقترب من الساعة، أو يتجاوزها، وأفلام طويلة متعددة الجهود.

 وتظهر "كونية المسألة" فى أعمال مخرجين سينمائيين متعددى الجنسيات: إيطاليا، ألمانيا، لبنان، العراق، إسرائيل، فرنسا، الدانمارك، سويسرا، فلسطين، بولونيا، الولايات المتحدة، إسبانيا، النرويج…. وفلسطين المنسوبة إلى مدنها الشهيرة (نابلس، رام الله، غزة)، وكذلك "القدس بالألوان".

 جمع الزبيدي الأفلام الفلسطينية التي تحدثت عن فلسطين خلال تسعين عاماً، تبدأ مع وعد بلفور وتنتهي عام 2005، حيث ضمّ الكتاب 800 فيلم، جرى جمعها للمحافظة على الأرشيف السينمائي الفلسطيني الذي تعرض لأكثر من نكسة، خصوصاً أيام اجتياح بيروت عام 1982.