وكالات :
كورونا يعيد فيلم "عدوى" إلى لائحة الصدارة
كورونا القاتل، الذي صار حديث العالم وهاجسه الأول صار حاضرا ومؤثرا بالمشهد الادبي والسينمائي العالمي , و حسب صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، من خلال ملحقها الأدبي: تأثر الأدب بوباء كورونا القاتل، حيث تصدرت مبيعات هذا الأسبوع، الروايات التي تناول موضوعها الأوبئة، وعلى رأسها رواية "الطاعون" لالبير كامو، التي تصدرت قائمة المبيعات ليس فقط في فرنسا بل في ايطاليا واليابان ودول أخرى في العالم. تأتي في المرتبة الثانية رواية "العمى" لجوزيه سارماغو، الصادرة سنة 1995، و التي تحدثت عن وباء خطير اجتاح العالم يصيب ضحاياه بالعمى.
من بين أكثر عشرة أفلام مطلوبة في الولايات المتحدة الآن على متجر"آي تيونز" iTunes التابع لشركة "آبل"، هناك تسعة صدرت، العام الماضي، من بينها "بارازيت" الحائز على جائزة أوسكار أفضل فيلم، وفيلم Knives Out، وفيلم ديزني .Frozen 2، لكن هناك فيلماً احتل المركز العاشر مع أنه صدر قبل تسع سنوات، والسبب: فيروس كورونا. فيلم "عدوى" للمخرج الأميركي ستيفن سودريرغ يعود إلى دائرة الاهتمام، وسط انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم. في 29 جانفي الماضي، كان فيلم "عدوى" في المرتبة 15 على "آي تيونز"، وقبل عام واحد، لم يكن حتى من أفضل 100، وفق موقع "BuzzFeed".
من السهل أن نفهم لماذا يتمتع فيلم "عدوى" بشعبية متجددة وسط تفشي فيروس كورونا. يروي الفيلم المرصع بالنجوم قصة فيروس إنفلونزا جديد غامض ومميت يجتاح العالم في غضون أسابيع، ما أسفر عن مقتل الملايين. وقال مايكل شامبرغ أحد منتجي الفيلم "لقد تم تصميم (عدوى) بشكل متعمد ليكون فيلماً تحذيرياً".
وصرح متحدث باسم شركة "وارنر برذرز" موزع الفيلم، بأنه إضافة إلى المركز رقم 10 للفيلم على آي تيونز، فإنّه حالياً يحتل المرتبة 21 على "Google Play" وفي طريقه أيضاً إلى "أمازون".يذكر أن أكثر من 30 مستخدماً كتبوا مراجعات لفيلم "عدوى"، منذ مطلع العام، على صفحة "IMDB" الخاصة به. وقال أحد المراجعين "فيلم ممتاز لمشاهدته خلال موسم فيروس كورونا". .وقال آخر "يقوم الفيلم بعمل جيد في إظهار كيف يمكن للفيروس أن ينتشر من مواقف صغيرة ويتصل به مثل مقبض الباب أو كأس النبيذ". "أتمنى ألا أكتب هذا كرجل ميت في المستقبل بسبب هذا الفيروس". كما ارتفعت عمليات البحث على الإنترنت المتعلقة بالفيلم أيضاً، منذ أواخر جانفي، وفق مؤشر "غوغل تريند".وفي حين أنّ المرض الخيالي في الفيلم مميت أكثر من كورونا الجديد، قال السيناريست بيرنز إنه كان مع سودريرغ مهتميْن أكثر باستكشاف "كيف تجعلنا الظروف السابقة في مجتمعنا عرضة للخوف من مثل هكذا فيروس". ظهر سيناريو "فَناء البشرية"، هذه الأيام، أقربَ ما يكون إلى حبكة لرواية من روايات الخيال العلمي، أو لفيلم من تلك الأفلام التي تبرع في ابتزاز المخاوف البشرية، والتي نزلت من أعلى شجرة الخيال إلى التعاطي اليومي والهواجس الفردية.
لقد أعاد فيروس كورونا، في الأشهر الأخيرة، إنتاج المخاوف تحديداً مرّة أخرى، مخاوف الفناء والاندثار والتداعي الحر إلى العدم، وهي مخاوف دفينة، أو كامنة منذ الأزل، لم يخترعها من عدمٍ الفيروسُ أو سلسلةُ الفيروسات الغريبة التي ظهرت في العقدين الأخيرين؛ بل نجح كورونا بدغدغتها أو إعادة تنشيطها على قاعدة "ماذا لو" التي تفتح أبواب الشيطان!
///////
خسائر هوليوود قد تصل إلى 5 مليارات دولار بسبب فيروس كورونا
بينما يتفشى فيروس كورونا في كل أنحاء العالم، مغلِقاً صالات سينما وملغياً إطلاق أفلام جديدة ومهرجانات سنوية وخطط تصوير، تبذل استديوهات هوليوود جهوداً من أجل احتواء الوضع والحد من خساراتها. وترفض الأستديوهات علانية، الحديث عن خططها للتفاعل مع الأزمة، لكن موقع "فرايتي" الأميركي، ينقل عن مصادر لم يسمها، أنّ الاستديوهات تتبع أسلوب الانتظار والترقب مع توسع عدد النقاط الساخنة. وتقول ذات المصادر إنّ عدداً من هذه الاستديوهات على اتصال منتظم مع مراكز السيطرة على الأمراض في أميركا CDC، ومنظمة الصحة العالمية لتقييم الوضع المتغير بسرعة. وتحاول الاستديوهات تحديد ما إذا كان ينبغي عليها نقل تاريخ الإصدارات الرئيسية لتجنب عرض الأفلام لأول مرة في أجزاء من العالم، حيث ينتشر فيروس كورونا. وتأتي هذه الخطوات بينما يتخوف المسؤولون التنفيذيون من أنّ إغلاق الصالات في الصين، منذ أسابيع، وتأثير الفيروس على إنتاج الأفلام في كوريا الجنوبية وإيطاليا وحتى اليابان؛ ثالث أكبر سوق للأفلام في العالم، يمكن أن يؤدي إلى خسارة ما لا يقل عن 5 مليارات دولار. ويمكن أن يرتفع هذا الرقم إذا تعثرت الأفلام في أسواق أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، حيث كانت هناك 100 حالة مؤكدة وتسع حالات وفاة حتى الآن. وفي الصين، ثاني أكبر منطقة في العالم من حيث شباك التذاكر، لا يزال حوالي 70 ألفاً من دور السينما مغلقة وسط انتشار المرض، وقد أدى الوقف المستمر للإصدارات إلى انخفاض عائدات كل من هوليوود والاستديوهات المحلية. وبلغت مبيعات التذاكر، في فترة عطلة رأس السنة الصينية التقليدية، من 24 جانفي إلى 23 فبراير من هذا العام، 4.2 ملايين دولار، مقارنة بـ 1.76 مليار دولار في الفترة نفسها من عام 2019. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، انخفضت إيرادات شباك التذاكر في كوريا الجنوبية؛ خامس أكبر سوق في العالم، بنسبة مذهلة بلغت 80% على أساس سنوي.
/// مهرجانات سينمائية تلغي مواعيدها بسبب كورونا
مع تزايد القلق إزاء انتشار فيروس كورونا، وتأثيره على مرافق الحياة كلّها في أنحاء مختلفة في العالم، وارتفاع عدد المصابين به في دول عديدة، بدأت مهرجانات، ولقاءات، ونشاطات سينمائية تُلغي دوراتها الجديدة، المزمع إقامتها خلال العام الجاري.
فبعد "مهرجان سالونيك للأفلام الوثائقية" الذي أجّل دورته الـ22 (مارس 2020) إلى نهاية مايو ، وبداية يونيو المقبلين، أعلنت "مؤسسة الدوحة للأفلام"، الثلاثاء، عن إلغاء الدورة السادسة من ملتقى"قمرة" السينمائي، المزمع إقامتها بين 20 و25 مارس الجاري. وبحسب بيان مقتضب لإدارتها، فإنّ "قمرة"، في الأعوام الستة الفائتة، "المنصّة الفريدة من نوعها لدعم صنّاع الأفلام في العالم العربي وخارجه"، تعلن أنّه "مع تزايد القلق الدولي بشأن انتشار فيروس كورونا، وإدراكاً لمسؤوليتنا تجاه صحة وسلامة ضيوفنا وشركائنا، وتماشياً مع الجهود الرامية إلى تقليل حركة السفر خلال هذه الفترة، تمّ اتّخاذ قرار بإلغاء دورة قمرة 2020 وفعالياتها المختلفة" . كما أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي تأجيل موعد دورته الأولى، بسبب انتشار فيروس كورونا. وأوضحت إدارة المهرجان السينمائي، الذي تقيمه المملكة العربية السعودية، للمرة الأولى أن القرار تجنبا لانتشار الفيروس، موضحة أنها ملتزمة بالتزاماتها تجاه صناع الأفلام، على أن يحدد موعد آخر لاحقا. وكان من المقرر إقامة المهرجان في الفترة من 12 إلى 21 مارس الجاري، في جدة .
لكن السؤال المطروح حالياً لن يبقى أسير مبادرة فردية، كتلك التي أقدم عليها منظّمو "مهرجان سالونيك للأفلام الوثائقية".فالمهرجانات المقبلة كثيرة، وبعضها يحتلّ موقعاً متقدّماً في خريطة المهرجانات، كـ"كانّ" في فرنسا، و"فينيسيا" في إيطاليا، أكثر البلدان الأوروبية تعرّضاً للفيروس . يُذكر أن الدورة الـ73 لمهرجان "كانّ" تُقام بين 12 و23 مايو المقبل، والدورة الـ77 لمهرجان فينيسيا تُقام بين 2 و12 سبتمبر المقبل. في هذا الإطار، يُردّد مُطّلعون على أحوال المهرجانات أنّ الوقت لا يزال "باكراً" بعض الشيء بخصوص أي قرار يُمكن أن يتّخذه هذان المهرجانان، ومهرجانات أخرى متفرّقة وأساسية في المشهد السينمائي الدولي، إزاء التأجيل أو الثبات في المواعيد المحدّدة سلفاً لدورات هذا العام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق