الأربعاء، 18 ديسمبر 2019

رحيل المخرج الجزائري شريف عقون


محمد عبيدو
مخرج وسيناريست جزائري غيبه الموت اول امس بباريس ، انطلقت مسيرته الفنية من التلفزيون الجزائري سنة 1981 ، وذلك بعد تخرجه من المدرسة العليا للدراسات السينمائية بباريس سنة 1978 ، حيث عمل في مجموعة من الأفلام الروائية الطويلة . وابتداء من سنة 1985 باشر إخراج عدد من الفيديو كليبات والأفلام الوثائقية . كتب عقون وأخرج أول أفلامه السينمائية الروائية القصيرة سنة 1990 بعنوان " نهاية الجن " (22 د) وهو ناطق بالأمازيغية ، حاول من خلاله أن يمرر دعوة لتربية الأطفال على المنطق والخيال بعيدا عن الرعب والخوف والأوهام والخرافات والأساطير. هذا الفيلم ، الذي صور بالفضاءات الطبيعية الجميلة لقرية تادارت أوفلا ببجاية ، عاد فيه المخرج  إلى طفولته واستلهم منها بعض العناصر أثناء كتابته للسيناريو . وفي سنة 2011 أخرج فيلما وثائقيا بعنوان " تلمسان أو الأندلس الجديدة " وأعقبه سنة 2013 بفيلمه الروائي السينمائي الطويل " البطلة " ، الذي تلته أعمال أخرى : الفيلم التلفزيوني " صناع السلام " (2015) و الوثائقي الناطق بالفرنسية " روشي نوار " (2015) ...
ووجها لوجه مع الإرهاب وأسئلته ينبني فيلم " البطلة " للمخرج شريف عقون,يتناول حقبة العشرية السوداء التي مرت منها الجزائر وما خلفته أحداثها من نتائج نفسية واجتماعية وسياسية واقتصادية على المجتمع الجزائري كالانقسامات وسيادة العنف والإرهاب باسم الدين ,كما واكبت المخاض السياسي العسير خلال تلك الحقبة... استلهم عقون سيناريو هذا الفيلم من قصة واقعية جرت أحداثها في قرية سيدي موسى قرب مدينة بوقرة بولاية البليدة ، حيث أنقدت الأم " البطلة " (من تشخيص الممثلة سامية مزيان) أبناءها من أيادي الغدر وقامت بقتل الإرهابي الذي هاجم بيتها . يحكي هذا الفيلم قصة عاشور الذي يدير مزرعة مع شقيقيه مراد وجلول على بعد بضعة كيلوميترات من العاصمة الجزائر . وتجري أحداث هذه القصة في أواسط التسعينيات من القرن الماضي إبان العشرية السوداء . فبعد تكثيف الهجمات الإرهابية على القرويين والمزارع المعزولة ، يموت عاشور وتنجح زوجته حورية في الفرار بأبنائها إلى العاصمة حيث تقطن أسرتها ، وهناك تنطلق الحياة من جديد ...يتضمن الفيلم كما باقي افلام العشرية السوداء أسئلة القلق الكثيرة والعارية عن أسباب هذه الحرب، عمن تكون أطرافها الحقيقية، والغاية من ورائها؟ ومنظور الواقع المر والعبثي أحيانا؛ الواقع الذي يدفع للحرب ونقيض الحرب في آن معا.. ما هي أسباب المد الأصولي في الجزائر؟ وما هي العوامل التي تقف وراء المسار الذي أخذته الأحداث؟ وقبل ذلك وبعده: أين يكمن المشكل؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق