أحمد حويلي - موسيقى زياد سحاب
من قصيدة ابن الفارض - هُوَ الحُبّ
هُوَ الحُبّ فاسلمْ بالحشا ما الهَوَى سَهْلُ -- فَما اختارَهُ مُضْنًى بهِ، ولهُ عَقْلُ
وعِشْ خالياً فالحبُّ راحتُهُ عناً -- وأوّلُهُ سُقْمٌ، وآخِرُهُ قَتْلُ
ولكنْ لديَّ الموتُ فيه صبابة ً -- حَياة ٌ لمَن أهوَى ، عليّ بها الفَضْلُ
نصحتُكَ علماً بالهوى والَّذي أرَى -- مُخالفتي فاخترْ لنفسكَ ما يحلو
فإنْ شِئتَ أنْ تحيا سَعيداً، فَمُتْ بهِ -- شَهيداً، وإلاّ فالغرامُ لَهُ أهْلُ
أحبَّايَ أنتمْ أحسنَ الدَّهرُ أمْ أسا -- فكونوا كما شئتمْ أنا ذلكَ الخلُّ
إذا كانَ حَظّي الهَجرَمنكم، ولم يكن -- بِعادٌ، فذاكَ الهجرُ عندي هوَ الوَصْل
فسهديَ حيٌّ في جفوني مخلَّدٌ -- ونومي بها ميتٌ ودمعي لهُ غسلُ
تبالَهَ قومي، إذ رأوني مُتَيّماً، -- وقالوا يمنْ هذا الفتى مسَّهُ الخبلُ
وما برحوا معنى ً أراهمْ معي فإنْ -- نأوا صورة ً في الذِّهنِ قامَ لهمْ شكلُ
فهمْ نصبَ عيني ظاهراً حيثما سروا -- وهمْ في فؤادي باطناً أينما حلُّوا
لهمْ أبداً منِّي حنوٌّ وإنْ جفوا -- ولي أبداً ميلٌ إلَيهِمْ، وإنْ مَلّوا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق