لا تنظر في وجهي
سترى قبراً
لا تقتف خطوي
ستجد سراباً في
الأثر
لا تنتظر لحظاتي
ستجد قارة من فراغ
وأياماً معلقة على
جبهة الزوال .
لا تمشِ على رصيفي
ستجد خرائب الصورة
:
عشرة أصدقاء
وعشرة دائنين
وحانة للنسيان
وسكارى
ومنافي
وخسارة فادحة
في ليل جميل ..
لا تنصت لخطى
الورد في صمتي
هي أصوات ضائعة
في وقت مشتت ..
لا ترقص مع ظلالي
هي ركض موحش في
البرية
وارتباكات للغيم
في غنائي
لا تراقب ثرثرات
أصابعي
هي رغبات
مؤجلة
وصدى هذيانات
الروح المتكسرة ..
لا تؤخذ بجمالي
هو مخاتلة
الانتحار
وارتماء في الأزرق
يستعد نيكولاس كيج
للعب شخصيته الحقيقية في فيلم يحمل إسم The Unbearable Weight of
Massive Talent. بحسب تقرير نشره موقع «ديدلاين»
الأميركي، سيؤدي كيج نسخة خيالية من نفسه في قصة تقوم على فكرة أنّه يتلقى مبلغ مليون
دولار أميركي لحضور حفلة عيد ميلاد أحد معجبيه الأثرياء. وهنا، يتعيّن عليه أن يصبح
نسخة «من بعض شخصياته الأكثر شهرة من أجل تخليص نفسه من مواقف خطيرة».مهمّة كتابة السيناريو
ألقيت على عاتق طوم غورميكان وكيفن إيتن (من Ghosted)، فيما يفترض أن يقوم الأوّل بالإخراج.
وفقاً لصحيفة الـ
«غارديان» البريطانية، تحيلنا الفكرة إلى الفيلم الكوميدي السريالي Being
John Malkovich، من كتابة تشارلي كوفمان
وإخراج سبايك جونز. حتى أنّ كيج نفسه قام بدور بطولة في هذا المشروع المثير للإعجاب،
الصادر في 2002.
تم سهرة الجمعة بالجزائر
العاصمة عرض الفيلم الوثائقي "محمد بهاز معلم القناوي" المخصص لأحد أعمدة
فن الديوان وموسيقى القناوي بحضور مخرجته دومينيك لافيني. ويبرز الفيلم على مدار
46 دقيقة المسار الطويل والحافل بالذكريات لهذا الفنان الذي ولج عالم الديوان منذ طفولته
كونه ولد في عائلة من محبي الفن والموسيقى بمدينة البليدة حيث يقص تجاربه الفريدة واللحظات
الفارقة التي تخللت مشواره. ورفقة صديقة الفنان التشكيلي دوني مارتيناز الذي يوجه له
أسئلة خلال جولة عبر حي الدويرات العتيق بمدينة الورود يشاطر محمد بهاز -المصاب بإعاقة
بصرية جراء مرض- مشوار يمتد على نصف قرن خصصه لهذا الفن الشعبي. ولا يزال اللاعب البارع
لآلتي القرقابو والقمبري -المنتشرتين في صحراء الجزائر (أدرار وبشار وغرداية) وفي بعض
البلدان المجاورة على غرار مالي والمغرب- يتذكر أداءاته الأولى بالشارع واحتفاليات
طقوس الديوان التي كانت تحضرها جموع غفيرة. واستعانة بالأرشيف تسلط المخرجة الضوء على
المعلم بهاز أثناء قيامه بطقوس هذه الموسيقى الروحانية عبر الرقص والغناء ولعب القرقابو
والقمبري. كما ضمنت المخرجة فيلمها شهادات بعض أقارب الفنان لاسيما ابنته جميلة المنتمية
إلى جانب إخوتها الثلاثة إلى فرقته "الهلال".
من مواليد 1942 يبقى
محمد بهاز أحد أقدم الوجوه البارزة في فن الديوان الجزائري حيث لا يزال يبرع بالرغم
من تقدمه في السن ومشاكله الصحية.
محمد عبيدو: لويس بونويل المخرج السينمائي السوريالي الذي عاش عصره بتفرد واسهم في العديد من حركاته الثقافية والفنية والسياسية ولد في قلندية باسبانيا عام1900 وتوفي عام 1983, امضى فترة من شبابه بين 1917-1925 في مدريد حيث كانت الحركة الادبية والثقافية والسياسية ناشئة فاجتذبه الجو وحدد له خيارات حياته, وهناك تفتح على المذاهب السياسية وعايش عن قرب الصراع بين الحكم الديكتاتوري والحركة العمالية والنقابية والفوضوية الآخذة بالنمو, مع ولادة الحزب الشيوعي الاسباني وهناك ايضاً تعرف على جيل الكتاب العظام امثال (انطونيو ماتشادو) و(خوان رامون خيمينيث) و(خورخيه غيين) الذين كانوا معلمين فكريين بالنسبة للجيل الذي ينتمي له (بونويل) ومنه نذكر (لوركا), (البرتي) و(التولا غيرة) و(خوسيه بيرغامين).
وكان من بين صداقات (بونويل) في المدينة الجامعية ثلاثة اشخاص اصبح لديهم تأثير واسع في الابداع العالمي وهم (رفائيل البرتي, غارثيا لوركا, سلفادور دالي) حيث توطدت صداقتهم وطبع كل منهم الآخر بميسمه. هذه التناقضات اللانهائية التي نسجت شخصية بونويل وصنعت حياته، هي بالتحديد ما يفسر اليوم الموقع المميز الذي يشغله في الثقافة الإسبانية. فإذا كانت الظاهرة الأكثر أهمية على الإطلاق في مجمل تاريخ الفن الإسباني، بلا شك هي لقاء "لوركا" و"بونويل" و"دالي" و"البرتي" في "مدينة الطلبة" – وما أكثر الأعمال والمقالات التي تظهر كل عام لدراسة وتحليل هذا اللقاء التاريخي – فإنه يجب العودة إلى الوراء قليلاً للوصول إلى "جويا".. ذلك الذي يشبه بونويل تماماً. فكلاهما يقف في منتصف الطرق.
وبعد قفزته الحاسمة الى مدريد جاءت رحلته الاهم الى باريس ففي عام 1925 يشد بونويل رحاله الى باريس التي كان لها اكبر تأثير عليه كما اثرت على العديد من المبدعين الاسبان وهناك ابتدأت علاقته القريبة مع السينما وابتدأت افلام لـ (بايست) و(مورناو) و(فريتز لانغ) تحرك فيه احساس ان يصبح سينمائياً وابتدأ بكتابة النقد حول بعض الافلام الى ان تمكن من العمل مع المخرج الشهير (جان ايبشتاين).
وفي مذكراته التي ترجمها المخرج مروان حداد يكتب بونويل: (لو قالوا لي بقي لك من الحياة عشرون يوماً, ماذا تفعل في الساعات الاربع والعشرين من كل يوم من هذه الايام التي سوف تعيشها؟ لأجبت: اعطوني ساعتين من الحياة الفاعلة وعشرين ساعة من الاحلام شرط ان اتذكرها فيما بعد, لأن الحلم موجود لمجرد الذكرى التي نتعلل بها..).
(هذا الجنون الخاص بالاحلام, بمتعة ان احلم, وهو ما لم احاول ابداً ايجاد تفسير له, يشكل احدى النزعات الدفينة التي قربتني السوريالية (كلب اندلسي) ولد من تمازج ما بين احد افلامي وحلم (دالي) وفيما بعد ادخلت احلاماً في افلامي محاولاً تفادي المظهر العقلاني او التفسير الذي يمكن ان تنطوي عليها, ذات يوم قلت لمنتج مكسيكي: اذا كان الفيلم اقصر مما يجب فبإمكاني ان أضيف له حلماً, ولم ترق له دعابتي كثيراً).
والمتابع لأفلام بونويل يمكنه أن يستنتج عدداً وافراً من المصادر التي أضفت على تلك الأفلام الصبغة السريالية، ولكن الحافز الرئيسي كان "الحساسية غير العقلانية" كما يبدو من معالجته للصور والمونتاج والصوت، وهذا ما يمنح الأفلام خصائص الحلم، وكانت أكثر صوره تكثيفاً هي التي تثير إما الضحك أو الغموض. لقد آمن بونويل بأن الغموض هو العنصر الأساسي في أي فن، فهو لا ينفصل عن المصادفة، والكون كله شيء غامض..."
كان بونويل أيضاً هو ذلك السينمائي الذي أطلق عليه البعض "محضر الضبط". كان أشبه بعالم حشرات (وهو ميل كان ينمو عنده منذ السنوات التي قضاها في مدريد)، يلاحظ شخصياته من الخارج، مثل الحشرات دون أن يستسلم لغواية التحليل النفسي الذي كان يعتبره متعسفاً. كان سينمائياً ذا فضول محايد يكشف عن الأشياء بكل قسوة وعنف. ولكنه كان أيضاً الأكثر اندفاعاً، ربما، نحو الصور الاستعارية المعقدة التي كثيراً ما تكون عنيفة وشاذة والتي لا تبدو مرتبطة بالواقع اللحظي إلا بروابط مصطنعة ومزيفة، والتي مع ذلك بافتقادها للرقة والعذوبة وبالإزعاج الذي تمارسه علناً من خلال عنصر المفاجأة، تدفعنا للاقتراب من واقع أكثر سرية، واقع صامت وعميق وتلح علينا دائماً ألا ننساه.
ويتحدث بونويل وبشكل جيد للغاية عن دهشته لدى اكتشافه باريس عاصمة الثقافة العالمية, عاصمة (الحداثة) في عشرينيات هذا القرن فيتعرف على اندريه بريتون المنشق عن دادائية تريستان تزارا والمصمم على تحرير الانسان من كل عبودية وقيود البرجوازية باستخدام اسلحة اللاوعي التي تعبر عنها بالاحلام والكتابة الآلية.
اخرج بونويل حوالي اثنين وثلاثين فيلماً مهماً، تصدم وتخرب وربما تقسو على المشاهد ولكنها تنبئ في الجهة الاخرى عن انسانية معذبة وروح تواقة لمجتمع انساني اكثر صفاءاً ربما اكثر عدلاً.
في عام 1928 , وبدعم مادي من والته , تمكن بونويل من تحقيق فيلم "الكلب الاندلسي "بالتعاون مع سلفادور دالي . وكان المراد من هذا الفيلم صدم البورجوازية وانتقاد الفن الطليعي في آن واحد . وقد عبر بونويل في فيلم "الكلب الاندلسي " عن رفضه لنزعات الطليعيين الشكلانية وولعهم ب "الخدع " السينمائية على حساب المضمون . وسيناريو الفيلم مستوحى من حلمين احدهما للويس بونويل حينما حلم ذات مرة " بان غيمة تقطع القمر"، " موسى حلاقة تشق عيناً" وحلم دالي "بان يداً ملأى بالنمل" طبعاً ليس في الفيلم لا كلب ولا اندلسي...انما هي تتابع مشاهد كابوسية، حبكت بمهارة فائقة لتصدم المشاهد، الفيلم استهوى السرياليين واعتبروه بمثابة بيان سريالي اخر..!!
ادخل (كلب اندلسي) مخرجه بونويل ببساطة في المجموعة السوريالية التي تحمست له ومن اسماء المجموعة التي تحدث عنها في صفحات طوال من مذكراته (ماكست ارنست) و(بول ايلوار) و(تزارا) و(اراغون) و(رينه شار) و(بيكاسو) و(كوكتو) وغيرهم.
وعن المجموعة السوريالية يكتب بونويل (ومثل باقي اعضاء المجموعة فقد كنت اشعر بميل نحو تصور معين للثورة, لم يكن السورياليون ارهابيين ولم يكونوا من ذوي النشاطات المسلحة بل كانوا يكافحون ضد مجتمع يكرهونه مستخدمين الفضيحة كسلاح رئيسي, ضد عدم المساواة الاجتماعية, واستغلال الانسان للانسان, كنا نرى في الفضيحة, لوقت طويل, عامل كشف فعالاً قادراً على اصهار تلك الوسائل السرية والكريهة التي يستخدمها النظام الواجب تهديمه)..
(كثيراً ما اسأل ماذا كانت السوريالية, ولا ادري بماذا اجيب؟ احياناً أقول بأن السوريالية قد نجحت فيما هو هامشي, وفشلت فيما هو اساسي (اندريه بروتون) و(ايلوار) و(اراغون) يعتبرون من بين افضل الكتاب الفرنسيين في القرن العشرين.
(ماكس ارنست), (ماغريت) و(دالي) يعتبرون من بين اكثر الرسامين قيمة وشهرة ويحتلون مكاناً جيداً في جميع المتاحف لكن المجد الفني والنجاح الادبي كانا الشيئين الأقل اهمية بالنسبة لمعظمنا دخلت الحركة السوريالية وعن غير قصد ومن الباب العريض في جميع الفهارس السنوية للأدب والرسم, اما ذلك الأمر الذي ترغب به اكثر من اي شيء آخر, رغبة متسلطة غير قابلة للتحقيق فهو تغيير العالم وتبديل شروط الحياة وفي هذا الامر ـ الاساسي ـ يكفينا القاء نظرة حولنا لكي ندرك مدى اخفاقنا).
وكان نجاح فيلم (كلب أندلسي) حافزا لكي يطلب أحد كبار الممولين من بونويل تقديم فيلم آخر, فسافر بونويل ليلتقي بدالي, حيث أنجزا سيناريو فيلم (العصر الذهبي) الذي عرض في باريس عام 1930, وجاء ترتيبه الثالث بين الأفلام الفرنسية الناطقة, وعلى مدى ستة أيام لقي الفيلم إقبالا واسعا
فيلم بونويل) (العصر الذهبي) 1930 رافقته ضجة هائلة فالمعركة التي احدثها الفيلم الهدام في استوديو 28 والهجوم اليميني عليه, وأمر المصادرة الذي اصدر بحقه تشير الى ارادة الرفض السوريالية يقول بونويل عن الفيلم: (كان العصر الذهبي بالنسبة لي وبشكل خاص, فيلماً عن حب مجنون عن قوة دفع لا تقاوم تعمل في كل الظروف على دفع الواحد باتجاه الآخر الرجل والمرأة اللذان لا يمكن لهما ان يلتقيا على الاطلاق). في (العصر الذهبي) صور ومشاهد غير مألوفة, حيث نرى الأسقف والزرافة مقذوفين من النافذة, وعربة تقتحم صالون الحاكم, وعظاما وهياكل بشرية قرب الشاطئ, والشاعر جاك بريفير وهو يعبر الشارع, وبقرة تبرك فوق السرير, بعين مفتوحة, ربما كانت هي العين التي قال عنها دالي: (إن العين الواسعة للبقرة يمكن أن تعكس في بياضها الناصع صورة مصغرة لمنظر طبيعي), كما قال: (إن السينما يمكن أن تعرض حبة السكر على الشاشة كما لو كانت أكبر من منظر أبنية عملاقة).
فيلم "العصر الذهبي" يستخدم السينما كوسيط ممتاز عندما كان معظم المخرجين يتحسسون طريقهم. ولو أخذنا شريط الصوت فقط لوجدنا كل الأساليب المعروفة للسينما العصرية مثل: المونولوج الداخلي، الأصوات المتداخلة والمشوشة، تواتر الجملة السمعية، موسيقى مناسبة تكثف تأثيرات المشهد (وعي سابق قصدي)، موسيقى غير مناسبة تولد ابتعاداً عن الإحساس بالمرئي. كل هذا موجود ومستخدم بمنتهى المهارة، وبلا إقحام. ولسنوات عديدة لم يخطر ببال أحد أن يفكر: كم هو ثوري هذا الفيلم من هذه الزاوية.
وصلت اصداء هذا البيان المناهض للبرجوازية والذي ارفق في النسخ الناطقة بموسيقى تريستان وايزولدا الى مكاتب المتروغولدين ماير في كاليفورنيا فاستدعت المخرج الصاخب للعمل في هوليوود وهناك تعرف على شابلن, وكذلك التقى (بريخت) و(جاك فيدر) والمهاجرين الاسبان والفرنسيين لكن بونويل اصطدم بنمط النجوم المهيمن في الشركة المذكورة في البدء مع غريتا غاربو ثم مع ليلى داميتا فركب البحر عائداً الى اوروبا وهكذا بدأت متأخرة مرحلة بونويل الاسبانية في ايام الامل الذي حملته الجمهورية الاسبانية ورحيل الملك.
وبفضل ورقة يانصيب رابحة استطاع تصوير الفيلم الوثائقي المؤثر (ارض بلا خبز) 1932 الذي اثار هيجان اليمين الاسباني وانتهى الى منعه وفي مدريد انتج بونويل اربعة افلام تجارية لكنه لم يخرج اياً منها وتوقف عمله مع بداية الحرب الاهلية في الانتاج حيث انحاز الى جانب الجمهوريين وخدم الجمهورية الاسبانية من خلال سفارتها في باريس ثم سافر الى هوليوود وبعد سقوط الجمهورية تركها الى نيويورك ليعمل في قسم الافلام الوثائقية الموجهة لامريكا اللاتينية حيث قام بإعادة مونتاج الفيلم النازي (انتصار الارادة) ونتيجة للظروف التي سبقت المكارثية استقال من عمله عام 1946 ومثل الكثير من المنفيين الاسبان اختار بونويل المكسيك لتكون موطناً ثانياً له.
لقد ظهرت النزعة التحررية لدى بونويل منذ البداية في أفلام مثل (كلب اندلسي) و(العصر الذهبي) اللذين يعتبران اعمالاً شعرية حقيقية في صور وفي ذات الوقت مصدراً للمتاعب, اذ ان هذه النزعة تعرضت للشدائد نتيجة لظروف العمل الشحيح التي واجهتها في المكسيك وفي تلك الفترة كانت السينما المكسيكية واقعة تحت سيطرة الافلام الميلودرامية الوردية فكان على بونويل ان يقوم بثورة داخل هذا البناء الدرامي المادي, مستعيناً في ذلك بأدواته الخاصة ومعتمداً على السخط النسبي لدى من كان يعملون معه من ممثلين ولقد كانت هذه الطريقة التي دفعته الى ان يوجه اسوأ تقاليد السينما ضد هذه التقاليد نفسها, ويحول الناحية (الشعبية) التي كانت اسوأ صورة فيها, الى نقد اخلاقي عنيف ما بين عامي 1946 و1964 بدءاً من (الكازينو الكبير) وحتى (سيمون الصحراء) حقق في المكسيك عشرين فيلماً من مجموع افلامه البالغة اثنين وثلاثين.
ومن بين هذه الافلام يحرز فيلم بونويل (المنسيون) جائزة الاخراج في مهرجان (كان) 1950 ويلاقي صدى طيباً من النقد العالمي وقد عالج الفيلم وبطريقة غير معتادة موضوع الاطفال الفقراء الذين يعيشون على هامش الحياة في المدن الكبرى. في 1955 غادر بونويل المكسيك التي أخرج لها 19 فيلماً، عائداً إلى فرنسا، وطنه الروحي، ليخرج قصة لمانويل روبلز (هذا ما يسمى الفجر) ويخضع فيها لاعتبارات تجارية أوروبية حدت – إلى حد ما – من انطلاقه والمستوى المدهش الذي وصل إليه في أفلامه المكسيكية رغم افتقادها إلى التكتيك الذي تتمتع به السينما الأوروبية.
عاد بونويل إذن من فرنسا شبه خائب الأمل. فرغم إعجابه العميق بروبلز، لم يتمكن من إدخاله إلى عالمه الخاص. ولم يستطع من خلال شخوصه أن يوفي أفكاره هو وأوهامه وتخيلاته وهمومه. في المكسيك تصدى لموضوع يمس الدين هو (نازارين) الذي جمعه لأول مرة بالممثل الإسباني الكبير فرانشيسكو رابال، الذي سيسير معه بعد ذلك في مشوار سينمائي طويل وخصب. ومن خلال علاقاته الفرنسية، استطاع أن يخرج فيلمين: (الحمى تصعد في الباو) الذي جمعه لأول مرة مع أسطورة الأداء الرومانسي في فرنسا جيرار فيليب، وكان المخرج الوحيد الذي تمكن من إخراج (فيليب) من إطاره الرومانسي الذي عرف به.. ليقدمه بطريقة بونويلية خلابة ثم (مذكرات خادمة) عن قصة شهيرة لأوكتاف ميربو تفضح خفايا الحياة البرجوازية التي ستصبح الهدف الرئيسي لكل أفلام بونويل القادمة كما أن لقاء بونويل مع جان مورو كان مقدمة للقاء آخر أكثر إيجابية وأشد نضجاً مع نجمة فرنسية أخرى، سيضعها بونويل في قالبه الذي سيلتصق بها، رغم كل الأدوار الأخرى التي لعبتها مع كبار المخرجين الآخرين. هي (كاترين دينوف). (مذكرات خادمة) هو أول الغيث في المرحلة الثالثة شديدة الخصوبة في مسيرة لويس بونويل. في هذا الفيلم استعرض بونويل تيماته المفضلة، وكسر قناع الجمود ليظهر الوجه الحقيقي لعالمه.. هذا العالم الذي يستمد نوره من قطبين أدبيين كبيرين أثر على بونويل تأثيراً شديد الخصوبة هما (المركيز دي ساد ولوتريامون).
وعقب احد مهرجانات (كان) تم الاتصال بيونويل ليخرج فيلماً في اسبانيا فكانت قنبلته الموقوتة (فيريديانا) 1961 الذي تسبب في اسبانيا بفضيحة كبيرة اذ بعد ان كان قد حاز في مهرجان كان على السعفة الذهبية, منع في اسبانيا واقيل المدير العام للسينما لأنه صعد الى المنصة في (كان) واستلم الجائزة ومنعت الحكومة الاسبانية عرضه , ولكن بونويل استطاع أن يسرق الفيلم بطرق مراوغة من جماعة الرقابة , والفيلم معاد للفاشيين الذين كرههم بونويل واحتقرهم , والذين تحدث عن نظامهم في عمله . وفي المكسيك صور بونويل فيلمه (الملاك المدمر) 1962 ثم حقق عام 1964 فيلماً حول الشخصية المدهشة (القديس سمعان العمودي) ناسك القرن الرابع الذي امضى اكثر من اربعين عاماً فوق عمود في صحراء سوريا. ورغم ان بونويل قد كتب سيناريو كاملاً لفيلم طويل الا ان وقوع بعض المتاعب المالية للمنتج, ادى به الى اختصار نصف الفيلم, وبالتالي الغاء العديد من المشاهد المهمة وليأتي الفيلم في 40 دقيقة وفاز الفيلم على حالته هذه بخمس جوائز في مهرجان البندقية ويعتبر فيلمه التالي (يوميات خادمة) الذي تدور احداثه في فرنسا الثلاثينيات احد اقوى الافلام المعادية للفاشية في السينما الغربية وفيه يمتزج الهجائي بالدرامي في بوتقة واحدة وهذا ليس ثمرة تأمل هادئ اذ ان المخرج يعلن في حيوية مسعورة حارقة كالجليد عن رفضه للشر الاجتماعي وعن ألمه وتقززه اللذين يضيفان على شخوصه حدة لا تطاق
مع انتقاله للاقامةوالعمل في فرنسا , والعيش في اجواء اكثر تحررا وتقبلا لشطحاته الفنية ورؤاه الجمالية , رأى أنه من الممكن العودة الى صياغاته السوريالية , فبدأت مرحلة جديدة وملونة في حياته الفنية . وقدم خلال عشر سنوات من 1967 الى 1977 ستة أفلام هي : حسناء النهار{ 1967 } درب التبان { 1969 } تريستانا { 1970}سحر البورجوازية الخفي { 1972 } . شبح الحرية { 1974 } هذا الشيء الغامض للرغبة { 1977 } .
لم تكن افلام بونويل بعنفوانها وفحشها وعدائها للكنيسة واناقتها المقننة , لتحظى باعجاب القائمين على الاوسكار , الا ان فيلم " سحر البرجوازية الخفي" 1972 نجح في انتزاع جائزة اوسكار افضل فيلم اجنبي بالرغم من ان نصف القائمين على عليها لم يستوعبوا ما يجري في الفيلم : ما من شك ان البرجوازية واحدة من ثلاثة تابوات، ماانفك يونويل يعمل بمعوله الضوئي على تهديمها وهو حينما انجز هذا الفيلم العجيب ،انما استطاع ان يكشف لعبة الاقنعة التي يجيدها البرجوازيون ، وكيف انهم يمثلون على الدوام وهم في المسرح دائماً حتى من غير ان يطلبوا.
يقولون عن " سحر البرجوازية الخفي" أنه فيلم كوميدي : والحقيقة أن من يشاهد الفيلم يشعر بأن أعلى ضحكة أثارها الفيلم هي ضحكة المخرج نفسه الذي نجح بخداع المتفرجين لمدة ساعتين .
ما كاد فيلم " سحر البرجوازية الخفي" يعرض حتى كان بونويل بصرح : " سأخرج هذه المرة فيلما حرا تماما ." ويقصد بذلك فيلمه " شبح الحرية " .
وقدم بونويل فيلمه "هذا الشيء الغامض للرغبة" عام 1977 بين اسبانيا وفرنسا. : حكاية الفيلم هي محاولة ثري عجوز من التمكن من فتاة حسناء صغيرة وفقيرة من دون جدوى لتبقى اوار الشهوة مشتعلة فيه..الفيلم يرمز بجملته لمحاولة البرجوازي الكبير لإخضاع الآخر-العالم- لهيمنته
لعبت حياة لويس بونويل المضطربة القلقة المتغيرة دوراً رئيسياً مهماً انعكس على أفلامه المدهشة.. وأصبحت مرجعاً لا بد من الوقوف أمامه لتفسير الأسئلة الكثيرة والمحمومة التي يطرحها هذا العبقري في أفلامه.. والتي ما زالت، رغم مضي ثمانين عاماً أو يزيد على ظهورها.. تفتح لكل متفرج طاقة سحرية، وتدخله إلى حديقة مسحورة.. تعجز عن تصويرها أحياناً خيالات ألفي ليلة وليلة والديكاميرون والمهاباراتا.. واندفاعات مسرح التو.. أو مسرح العنف والقسوة الذي نادى به أرتو، هذا الفنان الذي دخل إلى عالم عمالقة السينما الذين لولا وجودهم لما كانت السينما هي السينما.
فيلموغرافيا لويس بونويل :
كلب أندلسي (فرنسا – 1929) بالاشتراك مع الفنان التشكيلي "سلفادور دالي" - العصر الذهبي (فرنسا – 1920) بدأ في كتابته مع دالي، وانتهى منه بمفرده. - أرض بلا خبز (إسبانيا – 1932) تسجيلي. - الكازينو الكبير (المكسيك – 1947) - الفاسق الكبير (المكسيك – 1949) - المنسيون (المكسيك – 1950) جائزة أفضل إخراج، وجائزة الفيبريسي بمهرجان "كان" عام 1951 - امرأة بلا حب / عندما يحاكمنا الأبناء (المكسيك – 1951) - صعوداً للسماء (المكسيك – 1952) جائزة النقد كأفضل فيلم طليعي بمهرجان "كان" 1952 - المتوحش (المكسيك – 1952) - روبينسون كروزو (الولايات – 1952) - هو (المكسيك – 1953) - الوهم يسافر بعربة ترام (المكسيك – 1953) - هاوية العاطفة / مرتفعات خطرة (المكسيك – 1954) - النهر والموت (المكسيك – 1954) - بروفة جريمة (المكسيك – 1955) - الموت في الحديقة { 1956 } - نازارين { 1958} الجائزة الكبرى بمهرجان كان - وصلت الحمى الى الباو { 1959 } - الفتاة { 1960 } - فيريديانا { إسبانيا - 1961 } السعفة الذهبية بمهرجان كان . - الملاك المدمر { 1962 } - يوميات خادمة { فرنسا – 1964 } - سمعان العمودي { 1965 } جائزة الاسد الفضي بفينيسيا - حسناء النهار { فرنسا – 1967 } جائزة الاسد الذهبي بفينيسيا - درب التبان { 1969 } - تريستانا { 1970} - سحر البورجوازية الخفي { فرنسا – 1972 } اوسكار افضل فيلم اجنبي . - شبح الحرية { فرنسا – 1974 } - هذا الشيء الغامض للرغبة { فرنسا – 1977 } - See more at:
بلبل مصر كما كان يطلق عليه، أتى من محافظة البحيرة ليغني بين فصول مسرحيات فرقة جورج أبيض، ولكنه اشتهر بعد غنائه لأغنية “زوروني كل سنة مرة” التي صنعت ضجة عظيمة حيث كان أول من غناها ولقب بمعشوق النساء و بلبل مصر بسبب هذه الأغنية، بعدها أصبح المطرب الرسمي لألحان سيد درويش وغنى له أيضًا أهو دا اللي صار وأنا المصري كريم العنصرين وغيرها من الأغاني، لم يشعر بألفة مع التجديد الذي قاده محمد عبد الوهاب في الموسيقى المصرية خصوصًا إدخاله لآلات جديدة، وتطعيم الموسيقى المصرية بألوان غربية فاعتزل الغناء، توفي عام 1982 ومن المعروف أنّه تزوج من الفنانة عقيلة راتب، أغنية زوروني تم غناءها بعدها من عشرات المغنيين، حتى السيدة فيروز نفسها قامت بغنائِها.