محمد عبيدو
الممثل البريطاني
الحائز على ثلاث جوائز "أوسكار"، دانيال داي لويس، الذي سبق ان أعلن عن اعتزاله التمثيل، موضحاً
أن "خيط السراب" سيكون فيلمه الأخير (إخراج بول توماس أندرسون). وقالت المتحدثة
باسمه، ليسلي دارت، إن "دانيال داي لويس (60 عاماً) لن يعمل ممثلاً بعد الآن"،
وأضافت أنه "ممتن لكل من تعاونوا معه ولجمهوره على مدى سنوات مسيرته الفنية"،
وفقاً لموقع "فاريَتي" الإلكتروني. وأوضحت دارت أن قراره "قرار شخصي،
ولن يدلي هو أو وكلاؤه بأي تعليق آخر حول هذا الموضوع".
دي لويس يحمل الجنسيتين
البريطانية والأيرلندية، ومُنح لقب فارس ضمن قائمة الشرف بمناسبة عيد ميلاد الملكة
إليزابيث عام 2014. ويعد دي لويس أحد أفضل الممثلين فى تاريخ السينما البريطانية والعالمية.
في 2012 اختارته مجلة تايم كأفضل ممثل في العالم.
هو أول ممثل في تاريخ
جوائز الأوسكار يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل بدور رئيسي ثلاث مرات ، عن أدواره
في أفلام : "قدمي اليسرى" (إخراج جيم شيريدان، 1998)، قدم دانيال أحد أصعب
الأدوار وهو دور كريستي براون ، وكريستي كان رساماً وكاتباً أيرلندياً مصاباً بالشلل
الدماغي، ولا يستطيع الكتابة أو الرسم إلا باستخدام قدمه اليسرى. وفي سبيل تأدية الدور،
قام دانيال بأكثر من زيارة لعيادة طبية بدبلن بأيرلندا مختصة بعلاج حالات الإعاقة الجسدية؛
حتى يستطيع دانيال فهم طريقة معية هؤلاء المرضى. وطوال
مدة تصوير الفيلم، ظل دانيال جالساً على كرسي متحرك، كما قام بتعلم الرسم والكتابة
مستخدماً قدمه اليسرى؛ محاكياً كريستي براون. ونال الاوسكار ايضا عن "ستسيل الدماء"
(إخراج بول توماس أندرسون، 2008)، قصة عن العائلة والدين والبغض والنفط والجنون،
تركز على الأيام الأولى للتنقيب عن النفط في مطلع القرن العشرين.الفيلم يتناول تفاصيل
حياة عامل منجم الفضة دانيال بلاينفيو الذي تحول لرجل نفط. يخلق المخرج (بول توماس
أندرسون) كلاسيكية حديثة من خلال هذا الفيلم.. الأهم في هذا الفيلم هو الأداء الاستثنائي
لدي لويس والذي كان أشبه بمغنطيس يجذبك لتشاهده إلى آخِر الفيلم. مشهدين على وجه الخصوص
هما الأبرز؛ الأول هو عندما يتخلى عن ابنه في محطة السكك الحديدية. ثانيا وأشهرها،
هو تسلسل النهاية الطويل جدًّا والمقنع تمامًا. وهذا ليس إلا نتيجة للأداء المتميز
من جانب دي لويس. ونالها ثالثا عن "لينكولن" (إخراج ستيفن سبيلبرغ،
2013).. وفيه تركيز على السنوات الأخيرة من حياة الرئيس لنكولن، وجهوده لإلغاء الرق.
من الأمور الحسنة في الفيلم هو رفضه تقديم قصته بشكل جاف أو ممل كما هو الحال الكثير
من الأفلام التاريخية للأسف. والفضل يعود لأداء داي لويس بدور لينكولن، فلا يؤديه بشكل
كرتوني بل نشعر بإحباط الرجل وكربه وهو يحاول تغيير تاريخ العالم، رغم أن رؤيته وهدفه
لا يحظيان على شعبية كبيرة في نظر عامة الشعب. إن أداء داي لويس لهذه الشخصية الأيقونية
في التاريخ الأمريكي يعتبر القلب النابض لهذا الفيلم، فهو ممثل فريد يزداد تألقًا كلما
تقدم في العمر.
حصل دانيال على أول
دور تمثيلي له بالسينما، وكان دوراً صغيراً في فيلم " الاحد الدامي " عام 1971، وكان
دوره بالفيلم هو طفل صغير يقوم بتدمير السيارات . في بداية الثمانينيات عمل دانيال
ببعض الأعمال التليفزيونية والمسرحية قبل أن يقتحم عالم السينما، وكان فيلم غاندي عام
1982 لبين كاسنجلي هو أول أفلام دانيال في الثمانينيات، فظهر في دور شاب أبيض بجنوب
أفريقيا يحاول اعتراض سير غاندي (بين كاسنجلى). وبعد ذلك، جسد دانيال دور الضابط البحري
"جون فراير" بفيلم السفينة عام
1984 مع أنطوني هوبيكنز وميل جيبسون. وبفيلم الدراما البريطاني "غرفة مع منظر" إنتاج عام 1958، من إخراج جيمس أيفوري، مقتبس من
رواية تحمل نفس العنوان للكاتب إي. إم. فورستر. ويؤدي داي لويس دور ، رجل جلف ذو مكانة
اجتماعية مرموقة يحتقر الطبقات الأدنى من مستواه. ويقوم
عام ببطولة فيلم "خفة الكائن التي لا تحتمل " عن رواية ميلان كونديرا الشهيرة . يؤدي دور (توماس) وهو طبيب وزير نساء، وليس لديه علاقة بالسياسة، في عام
1960 في تشيكوسلوفاكيا يقع في حب فتاة ريفية تحب الكتب اسمها (تيريزا)، وكانت علاقته
معقدة بحبيبته (سابينا)، إلا أنها قبلت في النهاية علاقته بالفتاة الأخرى (تيريزا)،
لتنشأ علاقة صداقة شائكة بين الفتاتين، وفي احداث ربيع عام 1968 يتم القبض على الثلاثة،لتتحطم
أوهامهم وتتغير حياتهم للأبد. وفي
التسعينات شارك بفيلم "بإسم الأب "هو فيلم درامي سياسي انتج في سنة 1993
من بطولته مع إيما تومسون وإخراج جيم شيريدان والذي فاز عن إخراجه لهذا الفيلم بجائزة
الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي، يؤدي دور "جيري
كونلون "هو مواطن إيرلندي يدان عن طريق الخطأ بالمشاركة مع الجيش الجمهوري الإيرلندي
في التفجير الذي أودي بحياة خمسة أشخاص في مدينة جيلفورد. استناداً على مسرحية آرثر ميلر الوحشية
القاسية والتي تدور خلال محاكمات السحر ، قدم عام 1996 فيلم البوتقة.و يؤدي فيه دور جون بروكتر، وهو رجل
تُتهم زوجته (جون آلين) من قبل إحدى عشيقاته السابقات (وينونا رايدر) بأنها ساحرة.
الفيلم المثير والقوي يعمل أيضاً كاستعارة لحقبة “مكارثي” والمطاردة وراء الشيوعيين
في هوليوود خلال محاكمات لجنة الأنشطة غير الأمريكية، وهي من أسوء الحقب التي مرت بتاريخ
هوليوود. وكي يستعد لأداء الشخصية، لم يستحم دي لويس من بداية التصوير حتى نهايته.
فيشعر المرء بمراراته وتعاسته والوضع المعقد والمشحون الذي تعيش فيه الشخصية. إنه فيلم
يقنعك بأن هذا الرجل لا يستطيع تقديم أداء سيء حتى لو حاول ذلك.
عام 1997يتعاون الممثل هنا مع المخرج شيرادن للمرة الثالثة بفيلم " الملاكم " ويؤدي دور داني فلين،
ملاكم سابق خرج لتوه من السجن بعد 14 سنة قضاها لارتكابه جريمة متعلقة بالجيش الجمهوري
الأيرلندي. وفي محاولة منه لنسيان الماضي، ينشأ نادياً رياضياً غير حزبي ويرحب بكافة
الأديان. ويعيد تواصله مع صديقته السابقة المتزوجة حالياً، وتؤدي شخصيتها الممثلة إيملي
واتسون بشكل جميل.
أما فيلمه الأخير
"خيط السراب"، فيتعاون فيه مع المخرج بول توماس أندرسون مجدداً، وتدور أحداثه
حول عالم الموضة في لندن، في فترة الخمسينيات من القرن الماضي.
خلق "دانيال دى لويس" لنفسه مدرسة فريدة
في تقمص الشخصيات التمثيلية طوال فترة الأداء، وحتى خارج أوقات التصوير، وهو فى كل
شخصية يجسدها نادرا ما يلاحظ الجمهور تشابها بينها وبين شخصية آخرى جسدها في عمل آخر
من قبل، لا يكرر نفسه أبدا، ودائما ما يبحث عن التجديد في الموضوعات التى يناقشها،
ويطور في أداءه للشخصيات، وهو السبب وراء خروج شخصياته قريبة من الواقع. كما ان دانيال
داى لويس يتفانى في العمل إلى أقصى درجة، لا يقدم شخصياته حسب رؤية المؤلف أو المخرج
ولكنه يستعين بتوجيهاتهم فقط، ويقدم الشخصية كما يشعر بها ولا يدخر جهدا في أن تخرج
الشخصية على الوجه الأكمل.
ولد في 29 أبريل
1957 بلندن، إنجلترا.. ونشأ
في عائلة فنية، فوالده سيسيل داي لويس كان شاعراً، أما والدته جيل بالكون فكانت ممثلة،
وجده مايكل بالكون كان منتجاً سينمائياً وصاحب ستوديوهات "Ealing" للإنتاج السينمائي والتليفزيوني. ولدانيال أخت كبرى وهي تامسين داي لويس
التي تعمل كمذيعة تليفزيونية، ومخرجة أفلام وثائقية. . يبدو أن طفولة دانيال
كانت قاتمة وغير سعيدة، ولكن عندما حصل على
جائزة من فرع لوس أنجلوس في بافتا قبل اربع اعوام ، أقر بدينه لأمه (التي توفيت في
عام 2009): "كانت دائما تؤمن بي، عندما لم يكن لدي سوى القليل من الإيمان بنفسي
". ونادرا ما يتحدث دانيال عن حياته الشخصية. كانت لديه علاقة استمرت ست سنوات
مع الممثلة الفرنسية إيزابيل أدجاني. ولديهما ولد اسمه جبريل دي لويس ولد عام 1995
في نيويورك. بعد انتهاء علاقة والديه، وعاش مع والدته في باريس.
في عام 1996 عندما
كان دانيال يعمل في فيلم المحنة (البوتقة) ، زار منزل مؤلف الفيلم الكاتب أرثر ميلر
حيث قابل ابنة الكاتب، ريبيكا ميلر. وقد تزوجا لاحقا في نفس العام. الزوجان لديهما
ابنان ويقسمان وقتيهما بين الولايات المتحدة وأيرلندا. دانيال يحمل الجنسيتين الإنجليزية
والإيرلندية.
عن " الحياة "الجزائرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق