محمد عبيدو
مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي الذي ستنطلق فعالياته
في 22 جويلية الجاري، بمشاركة 30 فيلما عربيا، سيعلن عن أسمائهم وعن كل تفاصيل الدورة التاسعة ابراهيم
صديقي محافظ المهرجان في ندوة صحفية بوهران الاثنين المقبل، سيحتفي بـ «عمر قاتلو» الفيلم الذي
صنع النجاحات سنوات السبعينات، وضمن الاحتفال بالذكرى الـ400 سنة لرحيل الكاتب البريطاني
العالمي، ويليام شكسبير، تمّ الاتفاق مع المعهد الثقافي البريطاني في الجزائر من أجل
عرض ثلاثة من أهم الأفلام الحديثة والمقتبسة عن أعمال المسرحي العالمي شكسبير، وسيتمّ
عرض هذه الأفلام الثلاثة لأوّل مرة في الجزائر بحضور بعض الممثلين المشاركين فيها،
و هذا في إطار تفتح المهرجان على تجارب غير عربية ومنح جمهور مدينة وهران فرصة متابعة
العروض العالمية.، وسيتم تكريم المخرج السوري الراحل نبيل المالح الى جانب المخرج الراحل مؤخرا
سليم رياض، الذي وافته المنية منذ أيام فقط، حيث سيسلط الضوء على أهم محطات مسيرته
السينمائية الحافلة بالإنجازات الهادفة والقيمة على غرار “الطريق” (1968) و”سنعود”
(1972) الذي ساند من خلاله القضية الفلسطينية و”ريح الجنوب” (1975) و”تشريح مؤامرة”
(1978) و”حسان تاكسي” (1982)، وكان الفقيد نفسه كاتب السيناريو للعديد من هذه الأعمال
السينمائية.
المخرج رشيد بوشارب سيكون داخل منافسة مهرجان وهران للفيلم
العربي ، بفيلمه الجديد “الطريق إلى اسطنبول” الذي اشتغل على تنظيم داعش الإرهابي بكل
واقعية انطلاقا من قصة فتاة بلجيكية تعتنق الإسلام، على يد مجموعة من المتطرفين المقيمين
ببلجيكا، ثم تتصل بمواقع جهادية متطرفة فتقرر الالتحاق بتنظيم داعش، و تتنقل إلى سوريا
وتتحول إلى داعشية معروفة محل بحث من والدتها التي تقتفي أثرها التصوير تم في مدينة تلمسان بين أزقة حي “العباد” وحي “المدرس” بالإضافة إلى
حي “باب الخميس” وفي بلجيكا أيضا.
وفي مسابقة
الفيلم الطويل ايضا الفيلم المغربي "مسافة ميل بحذائي " (2015) للمخرج سعيد خلاف تمثيل أمين الناجي، الممثلة نفيسة بنشهيدة، راوية، عبد
الإله عاجل، نجوم الزهرة. الموسيقى التصويرية
محمد أسامة 110 دقيقة ويتناول الفيلم دراما إنسانية
بطلها طفل يعيش حياة التشرد ليواجه عنف الشارع، لكنه يصارع من أجل العيش بكرامة ونزاهة،
خارج أوكار الجريمة والانحراف.
والفيلم المصري "نوارة" من تأليف وإخراج هالة خليل، ومن
بطولة منة شلبي، محمود حميدة، أحمد راتب، أمير صلاح الدين، شيرين رضا، رحمة حسن، ورجاء
حسين.
وتدور أحداث الفيلم حول فتاة من حي شعبي تدعى "نوارة"،
والتي تعيش قصة حب خلال الفترة التي اندلعت خلالها ثورة الخامس والعشرون من يناير وبعدها،
ويستعرض الفيلم أثر ما كان يجري في مصر خلال هذه الفترة على "نوارة" وعلى
قصة حبها.
لفيلم التاريخي "الظل والقنديل" لريم الأعرج الذي
يحكي قصة نضال الطلبة الجزائريين ضد المستعمر الفرنسي، العمل يدخل في إطار خمسينية
الاستقلال والشباب، ويعد أول فيلم ينجز حول مسيرة الطلبة ودورهم في الثورة التحريرية،
إضافة إلى فيلم "البئر" للطفي بوشوشي.
وسيعرض فيلم “قنديل البحر” داميان اونوري في فعاليات
المهرجان ، وهو من بطولة
عديلة بن ديمراد ونبيل عسلي. يحكي الفيلم القصير قصة حب تجري على الأرض و في عرض البحر و تحت الماء و هو
عبارة عن فيلم خيالي يبرز كذلك فيه حقوق المرأة حيث تخرج “نفيسة” وهي أم عائلة حديثة
على شاطيء البحر قبل أن يتهجم عليها مجموعة من الشباب أثناء ممارستها السباحة في البحر
مما أدى لاختفائها. غير أن في غياب شهود على الحادثة أدى بالعائلة إلى الدخول في حالة
حزن بعد أن فقدت. بعد مرور وقت قليل من الزمن أصبح ذلك الشاطيء عبارة عن مقبرة يموت
فيها كل من يتجرأ على السباح
وفيما يخص لجنة تحكيم الأفلام الطويلة فستكون برئاسة الروائي
والمخرج السوري محمد ملص الحاصل على عدة جوائز عالمية وعربية عن فيلمه (أحلام المدينة)
عام 1984، كما حاز فيلمه الثاني «الليل» 1992 على جوائز في عدة مهرجانات مثل: قرطاج،
بيروت، دمشق، وغيرها، بينما سيكون رئيس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة المخرج الجزائري
رشيد بن علال، قام بإخراج العديد من الأفلام، منها «يا ولد، عيش واقف، الحل الأخير»،
فيما سيكون المخرج والسيناريست التونسي خالد غربال رئيسا للجنة تحكيم الأفلام الوثائقية.
//////
بورتريه
محمد ملص : سينما الروح القلقة
سيرأس المخرج السوري محمد ملص لجنة التحكيم الرئيسية للدورة
التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم العربي، وهو رائد من روٌاد السينما المستقلٌة في سوريا.
نشأ في ظلّ حروب ونزاعات عديدة، في المنطقة، لعبت دوراً محورياً في أعماله لاحقاً.
ويتناول في أفلامه دائما قضايا حساسة في المجتمع وتتسم باتجاه إنساني عميق. وصف العديد
من النّقاد والفنّانين أفلام محمّد ملص بأنّها "شعر بصريّ". وتمثّل مواضيع
الحريّات الشّخصيّة والظّلم والطّغيان محاور رئيسية في أعماله.اشتُهرت أفلامه الروائية
الطّويلة والوثائقيّة دوليًا وفاز بعددٍ من الجوائز في مهرجانات سينمائيّة حول العالم. ولد محمد ملص في مدينة القنيطرة في العام 1945 وتخرج
من مدرسة إعداد المعلمين في العام 1965.
وفي العام 1968 هجر دراسة الفلسفة في جامعة دمشق، وسافر إلى
روسيا في العام 1974، حيث التحق بمعهد السينما وانضم إلى ورشة المخرج الروسي الكبير
ايجور تالانكين في المعهد المذكور. واكتسب محمد في هذه الفترة خبرة تقاليد السينما
الواقعية السوفيتية. وأخرج في فترة الدراسة ثلاثة أفلام قصيرة هي؛ "حلم مدينة
صغيرة" و"اليوم السابع" و"كل شيء على ما يرام ياسيدي الضابط".
ولدى عودته إلى الوطن عمل مع المؤسسة العامة للسينما في سورية وأخرج عدة أفلام منها؛
"أحلام المدينة "(1984) و"الليل" (1992) . الليل فيلم يأخذ أكثر
من بعد حيث إنه مملوء بالدلالات السينمائية الفنية ويوثّق بنفس الوقت لطبيعة حياة ومرحلة
من خلال علاقة المخرج بالمكان. ونال فيلمه "أحلام المدينة"، الذي تناول فيه
تاريخ دمشق وحلم العروبة في الخمسينيات من القرن الماضي، إحدى عشرة جائزة في المهرجانات
السينمائية كما نال فيلمه الآخر "الليل" خمس جوائز.
ومن أعماله الوثائقية المتميزة فيلم "المنام" الذي
صوره في المخيمات الفلسطينية في العام 1980 وأظهر فيه مأساة اللاجئين الفلسطينيين.
فيلم ملص "سلم إلى دمشق" يدور حول عدد من الطلاب الذين يأويهم بيت دمشقي
ولديهم ذاكرة ثقافية واضحة، سواء بمرجعيات سورية ثقافية معاصرة أم عربية وإسلامية.
من بين هؤلاء الطلبة؛ غالية – زينة (نجلاء الوزا) القادمة من طرطوس، أو من البحر وذاكرته،
وفؤاد (بلال مارتيني) القادم من السويداء، فيما جاء الآخرون من مناطق أخرى من سورية
بحكاياهم بل وبآلامهم أيضا.