بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 3 أكتوبر 2025

"فلسطين 36" يمثل فلسطين في سباق الأوسكار 2026

 


اختارت لجنة الترشيحات الفلسطينية فيلم "فلسطين 36" للمخرجة آن ماري جاسر ليمثل فلسطين رسميًا في سباق جوائز الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم الصورة (الأوسكار) في دورتها الـ98، عن فئة أفضل فيلم دولي غير ناطق بالإنجليزية، والمقرر تنظيمها في 15 مارس/آذار 2026.

الفيلم الذي افتتح عرضه العالمي في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي بكندا (4 – 14 سبتمبر) أثار تفاعلاً لافتًا، إذ يعيد إلى الواجهة أحداث ثورة 1936 ضد الانتداب البريطاني، باعتبارها لحظة محورية في التاريخ الفلسطيني الحديث. ويستعيد عبر سرد بصري يمزج بين الأرشيف والخيال السينمائي، ملامح مرحلة شكلت بداية التوترات السياسية والاجتماعية التي ما تزال تلقي بظلالها على المنطقة حتى اليوم.

وقالت المخرجة آن ماري جاسر،  في حديثها لوكالة "فرانس برس": "لا يمكن أن نفهم حاضرنا من دون أن نعود إلى ما جرى عام 1936. أردت من خلال الفيلم أن أضع البريطانيين أمام مسؤولياتهم، وأن أقدّم حكاية إنسانية عن أناس عاديين وجدوا أنفسهم وسط أحداث لم يختاروها". وأضافت أن المشروع مثّل لها "مغامرة استثنائية"، خصوصًا أنه أُنجز في عام طغى عليه العنف والدمار، "لكن بفضل جهد جماعي استطاع أن يرى النور".

الفيلم يتتبع رحلة يوسف، الشاب الفلسطيني الذي يتأرجح بين قريته الريفية ومدينة القدس المشتعلة بالأحداث، حيث تتقاطع حياته مع موجات المقاومة الشعبية، وتدفق المهاجرين اليهود الفارين من أوروبا الفاشية، لتتشكل أمامه صورة عن وطن على أعتاب مواجهة مصيرية مع الإمبراطورية البريطانية.



وزير الثقافة الفلسطيني عماد حمدان رحّب بترشيح "فلسطين 36"، مؤكدًا أن "هذا الاختيار يعكس قوة السينما الفلسطينية وقدرتها على حمل الرواية والهوية في مواجهة محاولات الطمس والإبادة المستمرة منذ عقود".


وشارك في صناعة الفيلم فريق فني عالمي، إذ تولت هيلين لوفارت التصوير، وتانيا ريدين المونتاج، فيما أشرف نائل كنج (عمر) على تصميم الديكور، وحمادة عطا الله على الأزياء، ووقّع الموسيقى بن فروست. أما في التمثيل، فيضم نخبة بارزة، من بينهم الممثل البريطاني الحائز على الأوسكار جيرمي آيرونز، وهيام عباس، كامل الباشا، صالح بكري، ياسمين المصري، جلال الطويل، وظافر العابدين.



بهذا الترشيح، تواصل آن ماري جاسر، صاحبة أفلام بارزة مثل "ملح هذا البحر" و"واجب"، ترسيخ حضورها كواحدة من أهم الأصوات السينمائية الفلسطينية والعربية في المشهد الدولي، مقدمة عملًا جديدًا يعيد قراءة التاريخ الفلسطيني من زاوية إنسانية وسياسية في آن واحد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق