محمد عبيدو
توج الفيلم الفلسطيني "صائد الأشباح " للمخرج رائد أندوني بجائزة المنارة
الذهبية في مهرجان السينما المتوسطية (منارات)، الذي اختتم أعماله ليلة أمس في متحف
قرطاج بالضاحية الشمالية لتونس. وكانت مديرة المهرجان
درة بوشوشة أعلنت ولجنة التحكيم للمهرجان المكونة من الممثلة
التونسية سندس بلحسن، والممثلة منال عيسى من لبنان، والممثلة نتاشا ريني من بلجيكا،
والممثلة بشرى رزة من مصر، والممثلة الفلسطينية منال عيسى، عن تقديم الجائزة الذهبية
الكبرى للفيلم الفلسطيني صائد الأشباح، نظرا لسلاسة الأحداث وتأثرها بمؤثرات صوتية
وضوئية وتناسق الممثلين مع السيناريو وتصورات المخرج.
وعُقدت الدورة الاولى من 10 إلى 15 تموز/ يوليو الجاري، أما جائزة أفضل ممثلة فعادت
للممثلة الطفلة الإسبانية ليا أرتيغاس عن دورها في فيلم "صيف 93" للمخرجة
الإسبانية كارلا سيمون. تشارك الجزائر بثلاثة افلام هي "السعداء" لصوفيا جاما، "الآن
بإمكانهم المجيء" لسالم ابراهيمي و"مدام كوراج" لمرزاق علواش في
الطبعة الأولى من مهرجان السينما المتوسطية، تحت عنوان "منارات"، والتي افتتح في تونس اول امس بفيلم
"ما وراء لامبيدوزا" للمخرج جيانفرانكو (روسيا/ إيطاليا).ويعرض ضمن
فعاليات المهرجان 52 فيلما بمشاركة 12 دولة أوروبية وعربية متوسطية. وهو من تنظيم
المركز الوطني للسينما والصورة التونسي بالشراكة مع كلّ من المعهد الفرنسي بتونس
والمركز الوطني للسينما والصورة المتحرّكة الفرنسي.. و تكرم الدورة الاولى
فلسطين والمملكة المغربية، مع عرض ستة أفلام لكل منهما،كما يكرم السينمائي الفرنسي
"فيليب فوكون".
تشارك صوفيا جاما بفيلمها “السعداء” في المسابقة الرسمية للمهرجان ويتطرق
الفيلم إلى واقع المجتمع الجزائري في مرحلة ما بعد العشرية السوداء ، وهو يفتح
النقاش حول المجتمع الجزائري بالتطرق إلى واقعه اليومي ومشاكله وتناقضاته.وهو من
بطولة كل من سامي بوعجيلة ونادية قاسي وآخرين. وفي المسابقة تحضر ايضا 9 أفلام
أخرى هي "الرجال لا يبكون" لألان درليفيتش من البوسنة والهرسك،
"أخضر يابس" لمحمد حمادة من مصر، "صيف 93" لكارلا سيمون من
إسبانيا، “منزل على البحر” للمخرج روبار غيديان من فرنسا، "أ كامبرا"
لكاربيانو من إيطاليا، "غزية" لنبيل عيوش من المغرب، "اصطياد
الأشباح" لرائد أنطوني من فلسطين، "شرش" لوليد مطار من تونس
و"المزيد" لأنوار صايلاك من تركيا. وستقيّم الأفلام لجنة تحكيم
متكونة من 5 ممثلات فاعلات في المشهد السينمائي المتوسطي، هنّ كل من التونسية سندس
بلحسن، والفلسطينية منال عوض و اللبنانية منال عيسى و من مصر بشرى رزة و”ناتاشا
ريني” من بلجيكيا.
ويحضر في فئة "بانوراما" فيلم "مدام كوراج" لمرزاق علواش
بطولة عدلان جميل ولامية بزاوي، ويحكي قصة الشاب عمر شخصية ضالة ومهزومة بالكامل،
يعيش في أفقر أحياء مدينة مستغانم. لص وضيع يسرق حقائب وحلي النساء في النهار، وفي
الليل يعود الى البيت القصديري فاقداً وعيه تقريباً بسبب تعاطيه مخدرا يعرف في
أوساط المدمنين باسم "مدام كوراج"، في البيت يعيش "عمر" مع
اخته التي تبيع جسدها للعابرين والسكارى، وأمّه المهووسة بخطب دعاة الدينين من دول
بعيدة، يشكل صوتهم في الخلفية والآتي من قنوات تلفزيونية، تفصيلة مهمة وعميقة
الدلالة تُكمِّل مشهد عوالم المسحوقين في الجزائر، التي يبدو أنها تشغل علواش
كثيراً. فأفلامه الأخيرة هي غوص مؤلم للغاية في واقع جزائري صعب ما انفك يثيره
ويسلط عليه أضواء الكاميرا ليثير جدلا من حوله.كما يشارك ”الآن بإمكانهم المجيء”
لسالم ابراهيمي ، وهو إنتاج فرنسي جزائري وأنتجته ميشيل راي غافراس و كوستا
غافراس. الفيلم مقتبس عن رواية بالاسم نفسه للروائي الجزائري أرزقي ملال، ويدور
حول أسرة تدافع عن نفسها وسط الصراع العنيف بين القوات الحكومية والإسلاميين
المتشددين في فترة التسعينيات في الجزائر. يقول المخرج سالم براهيمي
"أشعر بحماس قوي تجاه إتاحة الفيلم للجمهور في العالم العربي، فهو ليس فقط عن
أسرة في الجزائر في فترة التسعينيات، بل فيلم عن اليوم، وعن المأساة الحاضرة
للعديد من الأسر في الكثير من الدول في هذا الجزء الخاص بنا في العالم، وأتطلع
لعرض تلك القصة في منطقتنا
يُذكر أن مهرجان "منارات" للسينما، الذي عُقدت دورته الأولى هذه السنة،
انقسمت فعالياته إلى خمسة أقسام شارك فيها 52 فيلمًا من 12 دولة متوسطية.