الأحد، 13 مارس 2016

" داعش " يعدم الشاعر بشير العاني ونجله في دير الزور



محمد عبيدو
في مساء موحش من  مارس  , وبنفس ذكرى يوم اغتيال المسرحي عبد القادر علولة,  وصلنا خبر ذبح الشاعر بشير العاني وولده إياس، في مدينة دير الزور،  بتهمة الردة على يد القوى الخارجة من مجاهل التاريخ ... التنظيم الإرهابي الذي يسيطر على جزء كبير المحافظة الواقعة شرق سوريا على نهر الفرات، أبلغ  ذوي الشاعر، يوم الخميس الماضي , بخبر اعدامه وولده  الذي لم يبلغ العشرين من عمره , على خلفية اتهامهما بالردة وكان التنظيم اعتقل الشاعر وابنه إياس من منزلهما في مدينة دير الزور عاصمة المحافظة، مطلع العام الجاري، واقتادهما إلى جهة مجهولة،. أي وحش يمكن أن يقابل هذين الوجهين  بالقتل ؟ الحزن أكبر من أن يقال والفجيعة السورية باقية وتتمدد طالما أن مختلف أنواع الطاعون تتعاون على قتلنا تحت رايات مختلفة.
عمر من الشقاء والدروب الوعره   عاشه الشاعر الذي رفض مغادرة مدينته التي احبها ديرالزور .. ملازما قبر زوجته التي رحلت قبل فترة بمرض عضال   .. كان مصرّاً على مواصلة الفعل الثقافي رغم ما يحيط به من تطرّف  وإرهاب وقتل، فوقفت حياته على حافة الهاوية الشاعر  .هنا يعيش النبل نيابة عن الجميع، وفي الشعر مساحات لكل الهواجس والأحلام والحرية.
ومحمد بشير العاني، عضو اتحاد الكتاب العرب في سوريا، وعضو جمعية الشعر، وهو من أبرز شعراء محافظة دير الزور. ولد في العام 1960، وحصل على شهادة بكالوريوس في الهندسة الزراعية، وله ثلاث دواوين شعرية، "رماد السيرة" 1993. ثم "وردة الفيحة" - دار علاء الدين، دمشق 1994، و"حوذي الجهات" الصادرة عن دار المجد العام 1994.
وكان آخر ما كتبه قصيدة بعنوان "تغريبة الخاسر" جاء فيها: "لهكذا حزن أسرجتني أمي/
يا عكازَ وقتي الكفيف../ ويا مقاعدي على أرصفةِ التعبِ الطويل/ هـا أنـا/
أنا العاثرُ بجماجم اتزاني/ الشاغرُ إلاّ منكِ/ أبحث عن صرّةٍ لملمتِ فيها أوجهي التي أنسربت/ لملمتِ فيها براءتي/ خسائري/ أنا الذي قايض الطمأنينة بالهزائم".
في عالم بلا عدالة، نحتاج إلى خيط لا ينتهي لنخيط به هذا الجرح الهائل المفتوح على الدمار والتلاشي والنسيان. هذا الوعي الفاجع لفداحة السؤال تصبح عبره مأساتنا معادلاً موضوعياً للشقاء الإنساني. إن الصراخ المحطم قطبان الزيت والتناغم من أجل الخبز اليومي والزهرة والحنان، من أجل أن تكتمل مشيئة الأرض المانحة ثمارها للجميع ويسبغ على الشعر الصافي قيمة عظيمة تضع في الخندق الواحد جميع من استشهدوا في مواجهة الطغيان  والظلامية والتسلط بكافة اشكاله.
عن " الحياة " الجزائرية 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق