وقالت المديرة الجديدة لمهرجان برلين السينمائي، تريشا تاتل، في مؤتمر صحافي للجنة التحكيم، صباح الخميس في العاصمة الألمانية، إنّ "مهرجاناً كهذا يمثل رفضاً (...) لمختلف الأفكار التي تنشرها أحزاب يمينية متطرفة كثيرة". ويُعدّ مهرجان برلين السينمائي حدثاً سينمائياً تقدمياً تتردّد فيه القضايا السياسية الراهنة لكن من دون أن يسترعي الاهتمام نفسه كمهرجاني كان أو البندقية.

وقال رئيس لجنة التحكيم المخرج الأميركي تود هاينز: "نشهد حالياً أزمة في الولايات المتحدة، ولكن أيضاً في العالم أجمع"، مشيراً إلى "القلق والدهشة" اللذين أثارتهما الأسابيع الثلاثة الأولى لإدارة ترامب. وأضاف مخرج فيلم "دارك ووترز" و"آيم نات ذير" و"كارول": "إن الطريقة التي سنعتمدها للجمع بين مختلف أشكال المقاومة (...) لا تزال موضع تفكير بين الديمقراطيين".

وفي ما يتعلق بالانتخابات الألمانية حيث يحتل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف المركز الثاني بعد المحافظين، أشارت المخرجة والممثلة الألمانية ماريا شرادر إلى أنها "تأثرت"، مع أن النتائج لم تُعرف بعد. ومن المقرر أن تجري الانتخابات في 23 فبراير/ شباط الحالي، أي في اليوم التالي لحفل توزيع الجوائز النهائية التي يُمنح خلالها الدب الذهبي، أهم مكافأة في المهرجان.

قضية اللجوء حاضرة في مهرجان برلين السينمائي

وسيُفتتح المهرجان مساء الخميس، بفيلم "ذا لايت" للمخرج الألماني توم تيكوير، والذي يتناول قصة لاجئة سورية تصبح مدبرة منزل لدى عائلة ألمانية. ويعود تيكوير الذي اشتهر بفيلم "ران لولا ران" عام 1998، إلى ألمانيا المعاصرة، بعدما خصص عقداً لمسلسله "بابيلون برلين" الذي كان بمثابة خلفية لجمهورية فايمار وصعود النازية. وأكّد أن فيلم "ذا لايت" "يصوّر أناس اليوم الذين يواجهون صعوبة العصر الحالي".

وأشار المخرج البالغ 59 عاماً في تصريحات لوسائل إعلام ألمانية، إلى أنّ هذه المرحلة تشهد "إعادة نظر بمفهوم الديمقراطية" من القوى السياسية التي ترغب في "الإقصاء والتهميش". وستشهد أمسية الافتتاح منح دب ذهبي فخري لتيلدا سوينتون التي ظهرت في أعمال لويس أندرسون وبيدرو ألمودوفار وشاركت في أفلام إلى جانب براد بيت وتوم كروز وكيانو ريفز. فيما سيبدأ الجمعة عرض أول الأفلام المرشحة لنيل الدب الذهبي.

19 فيلماً تتنافس على الدب الذهبي

يتعيّن على لجنة التحكيم، التي يترأسها تود جاينس، وتتألف من نجم السينما الصينية فان بينغ بينغ والمخرج الفرنسي المغربي نبيل عيوش وغيرهم، الاختيار بين 19 فيلماً تتنافس للفوز بالدب الذهبي الذي فاز به خلال العام الفائت الفيلم الوثائقي "داهومي" للمخرجة الفرنسية السنغالية ماتي ديوب. ويتنافس على الجائزة الكبرى للمهرجان المخرجون الأميركي ريتشارد لينكلاتر، والكوري الجنوبي هونغ سانغ سو، والمكسيكي ميشال فرانكو، والروماني رادو جود. كما ينتظر حضور عدد من النجوم على السجادة الحمراء، وأبرزهم تيموثي شالاميه الذي سيواكب عرض فيلم "ايه كومبليت أنّون" المتمحور على بوب ديلان، والذي بدأ عرضه في عدد كبير من البلدان.

ومن بين النجوم الذين سيحضرون جيسيكا تشاستين وماريون كوتيار وإيثان هوك، كما يشارك روبرت باتينسون في مهرجان برلين السينمائي بمناسبة عرض "ميكي 17"، الذي يمثل عودة بونغ جون هو إلى السينما، بعد حصوله على السعفة الذهبية في مهرجان كان وفوزه بجائزة أوسكار عام 2019 عن فيلم "بارازيت". ويقدم المخرج الكوري الجنوبي، خارج المنافسة، فيلماً كوميدياً من نوع الخيال العلمي فيه تلميحات للعصر الراهن من خلال السخرية من ملياردير يشبه إيلون ماسك، الذي يُعد أيضاً من مؤيدي حزب البديل من أجل ألمانيا.

(فرانس برس)