السينمائية سارة
مالدورور غارتنا يوم 13 ابريل 2020 اثر إصابتها بوباء كرونا والتي ولدت بجزيرة الغوادلوب
سنة 1929 , وهي ثاني شخصية سينمائية من جذور زنجية
وانتماء إفريقي يغدر بهن الوباء ونقصد هنا اوزانج سيلو-كيف التي توفيت يوم الأربعاء
01 ابريل 2020 . حصلت
على وسام الاستحقاق الفرنسي، وقدمت أكثر من 30 فيلما ركزت فيهم على جوانب من تاريخ
إفريقيا وحاضرها من منظور إفريقي. ضمت أفلامها لها: "موناجامبيه" (1969)،
الحاصل على جائزة أحسن مخرجة في مهرجان أيام قرطاج السينمائية. "سامبيزانجا"
(1972)، الحاصل على جائزة التانيت الذهبي في مهرجان أيام قرطاج السينمائية. "جوايانا"
(1994)، الحائز على جائزة النقاد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 1996.
اسمها الحقيقي
"سارة دوكادوس" واختارت اللقب الفني "مالدورور" كتحية لنص"أناشيد
مالدورور" الذي كتبه "لوتريامون". وقد درست المسرح في باريس ثم السينما
في موسكو، واستقرت فترة من عمرها بمدينة الرباط حيث أنجبت ابنتها الثانية " هندة
" من زوجها الشاعر الذي سيصبح أول رئيس لدولة انغولا بعد الاستعمار وبذلك فإنها
اعتبرت انغولية وعاشت اغلب مراحل ثورات المجتمع الانغولي قبل وبعد الاستعمار البرتغالي
وتعتبر من رواد السينما الإفريقية وتمثل أفلامها ذاكرة لثقافات المقاومة وحركات النضال
والتحرر من الاستعمار. المخرجة والتي تشهد وثائقياتها على التزام صادق بالقضايا الإفريقية
والإنسانية من اعمالها:
– Monagambée: وهو شريط وثائقي
من إنتاج فرنسي سنة 1969 يسلط الضوء على قضايا التعذيب والعلاقة بين المستعمَر والمستعمِر،
وهو يرتكز أساسا على قصة لكاتب أنغولي سجين الاستعمار البرتغالي.
– Sambizanga: شريط من إنتاج فرنسي سنة 1972 يدوم 97 دقيقة وقد كتبته برفقة زوجها
ماريو دي أندراد الذي يعتبر أحد رواد حركة الاستقلال في أنغولا، ويروي الفيلم قصة واقعية
من خلال اعتقال مناضل وما انجرّ عنه من آثار على زوجته وابنه، وقد حاز الشريط على عدة
جوائز دولية ومثّل صوت النضال والمقاومة ضدّ الاستعمار. عن رواية للكاتب الأنجولي «جوزيه لواندينو
فييرا»، تدمج المخرجة «سارة مالدورور» بين ما تعلّمته في موسكو، وبين رغبتها في توثيق
التجارب الإنسانية الهامة، لينتج عن ذلك واحدًا من أجمل الأفلام التي تُعنى بتوثيق
الحروب. سامبيزانجا الذي تم تصويره في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والحائز على جائزتي
مهرجان برلين السينمائي، ومهرجان قرطاج السينمائي، يُعنى بالتركيز على فترة الحرب في
أنجولا حتى الاستقلال، ويهتم بتخليد النضال الشعبي لتحرير الدولة. كل ذلك من خلال تتبع
قصة أحد الثوريين عقب اعتقاله من قِبل قوات الاحتلال البرتغالية، وتعرّضه للتعذيب المستمر.
الفيلم يستعرض دور ماريا، الزوجة التي تتنقّل من معتقلٍ لآخر في محاولة لإيجاد زوجها،
كما لو أن إيزيس -الإلهة الفرعونية- قد ظهرت مجددًا..
– Un dessert pour constante: شريط تلفزي من إنتاج
فرنسي سنة 1971 وهو مستوحى من قصة لبيار بولونجي، فيلم يتناول بطريقة كوميدية تمثلات
الأفارقة في مخيلة الفرنسي في فترة الستينيات.
– Léon Gontran Damas ليون جونران داماس: شريط وثائقي يدوم 26 دقيقة تمّ إخراجه سنة 1994، ويهتمّ
بشخصية الشاعر ليون جونران داماس وهو سفير ثقافة السود في الولايات المتحدة.
– Eia pour Césaire: وثائقي من إنتاج
فرنسي سنة 2009 ويدوم 60 دقيقة، يضمّ أجزاء من أفلام أخرى نكتشف من خلاله الأعمال الإنشائية،
كما تقابل المخرجة كاتب "كراس عودة إلى البلد الأصلي". تكشف لنا اليومي وكل
ما يهمّ هذه الشخصية وأسلوبه في الكتابة. هو فيلم يهتمّ أساسا برجل متعلّق ببلده
"المارتينيك" وثقافته وشعبه.
محمد عبيدو