احتفل محرك البحث "غوغل"، يوم الخميس، بالعيد الـ86 لميلاد الفنانة المصرية داليدا، عبر رسم "دودل" على موقعه.
داليدا فنانة مصرية ، مولودة فى شبرا 17 يناير 1933، وأسرتها من أصل إيطالي، اختيرت عام 1954 كملكة جمال مصر، وأختارها نيازى مصطفى لتقوم بدور صغير باسم دليلة في فيلم سيجارة و كاس عام 1955، ثم هاجرت إلى فرنسا، وإيطاليا واشتهرت كمطربه عالميه غنت باللغات العربية و الفرنسية و الايطالية، تزوجت مرتان ، ومن أهم أغنياتها سالمة ياسلامة وحلوة يابلدي وأحسن ناس، ماتت منتحرة 3 مايو 1987 بعد تناولها جرعة زائدة من الدواء و كتبت خطاب تقول فيه "سامحوني فالحياة أصبحت لا تطاق"
بعد وفاة والدها إثر جلطة دماغية، قررت داليدا أن تعمل لمساعدة أسرتها، فأخذت دروساً على الآلة الكاتبة، وعملت سكرتيرة ، ولكن بالرغم من ذلك لم تنس حلم الشهرة ، وفى ذات يوم قرأت إعلاناً فى جريدة عن إقامة مسابقة ملكة جمال مصر، فقررت الاشتراك فيها، وحازت اللقب، وقد حكت فى حوار قديم ظروف اشتراكها في المسابقة قائلة " قرأت فى جورنال ديجيبت إعلاناً عن مسابقة للجمال، فاشتريت مايوهاً وذهبت إلى الأوبرج دون أن أخبر أحداً، وشاركت في المسابقة، لكن من سوء حظي أنني فزت، وهكذا عرفت والدتي بما حدث، فعاقبتني بأن قصت لي شعري، لكن ما أن طول شعري مرة أخرى حتى قررت استكمال الطريق الذي بدأته".
وكان الجمال جواز مرورها لعالم السينما، حيث شاهدها المخرج نيازي مصطفى، وأسند لها دوراً صغيراً فى فيلم سيجارة و كاس (1955) مع سامية جمال و كوكا، واختار لها اسما فنياً هو دليلة، بعدها التقت المخرج الفرنسي "ماركو دي جستين" عندما جاء لمصر ليصور فيلمه قناع توت عنخ آمون، وأسند لها دوراً صغيراً أيضا وبعد سماعه لصوتها نصحها بالسفر إلى باريس لكي تبدأ مشوارها الفني من هناك.
على الرغم من النجاح الكبير الذي حققته داليدا في كل دول العالم كمطربة، إلا أنها لم تنس التمثيل، فقامت ببطولة عدة أفلام فرنسية. وكان أخر فيلم قامت ببطولته هو اليوم السادس للمخرج يوسف شاهين (1986)، يتناول الفيلم فترة انتشار وباء الكوليرا في عام 1947 في مدينة (القاهرة)، وبعض المدن المحيطة من خلال قصة صديقة (داليدا) التي يصاب حفيدها الوحيد بهذا المرض ، فتحاول إنقاذه بكل ما أوتيت من قوة ، خاصة بعد موت جميع أفراد أسرتها ، وقبل مرور مهلة الأيام الستة حيث يكون المصير الوحيد وقتئذ هو الموت ، فتذهب (صَدِّيقَة) بحفيدها إلى (رشيد) من أجل محاولة علاجه ، ويتعاون معها في ذلك عوكة القرداتي (محسن محيي الدين) ، خاصة بعد وقوعه في حب (صَدِّيقَة) رغم فارق السن بينهما .
بعد ثلاثة عقود على رحيلها عن دنيانا،عاد وجه المغنية داليدا ليطل من جديد عبر شاشة السينما من خلال فيلم يتناول قصة حياتها المبهرة في ظاهرها والمأساوية في جوهرها، التي انتهت بالانتحار . والفيلم من سيناريو وإخراج ليزا أزويلو التي تعاونت في إنتاج العمل مع شقيق داليدا المنتج "أورلندو". وجسدت عارضة الأزياء الإيطالية سفيفا آلفيتي (32 عاما) شخصية داليدا بعد أن اختيرت من بين مئتي ممثلة رشحن لتأدية دور المغنية الراحلة. طريقة عرض الفيلم وتقطيع المشاهد وسرد الأحدث يميل كثيراً إلى التوثيق ، لسيرة مليئة بالمشاغل والانكسارات والخيبات، فبعد المشهد الأول ومحاولة انتحارها الفاشلة بعد شهر من انتحار خطيبها المغني الإيطالي لويجي تينكو، الذي حلم بأن تدعمه داليدا ليدخل عالم النجومية ويصبح فنانا مشهورا، لكنه فشل فى مشاركته فى مهرجان سان ريمو لسنة 1967 رغم أنها حرصت على تقديم أغنية معه لتجبر لجنة التحكيم على اختياره. وكانت داليدا أول من رأى جثته مخضبة بالدماء.. هذه الحادثة شكلت منعرجا في حياة داليدا، الحورية الغامضة.. ويأتي دور الطبيب النفسي ومحاولته لفهم ملابسات انتحارها عبر التقصي عن حياتها من شقيقها وزوجها السابق، وحبيبها الثاني، فيبدأ أخيها بالتحدث عن طفولتها بمصر، وأنها عانت من مشكلة ما في الإبصار وهي رضيعة مما اضطر أبيهما وأمهما ربط عينيها، واعتماد أبيها على عزفه لآلة الكمان لحملها على التوقف عن البكاء, ثم تتشابك الأحداث ونتحول إلى حياتها الفنية وبداية مشوارها عندما يبدأ زوجها الأول ومنتج أغانيها الحديث عنها.
ويمر الفيلم عبر الفلاش باك على أبرز محطات حياتها على الصعيدين الشخصي والفني مبرزة الجانب الروحي والمؤلم والإنساني البسيط في حياتها ، وكيف بدت امرأة غير تقليدية سبقت زمنها وعاشت حياة مرعبة في انكساراتها المتتالية ومسيجة بالموت والخيبات.لنرى الطفلة الصغيرة يولاندا كريستينا جيغليوتي في القاهرة ، وسط عائلة من أصل إيطالي، بكت كثيراً عند سجن والدها الموسيقي المتّهم بـ«النازية»، عاد وأبكاها والدها بالوجع نفسه بعد أن عاد إلى منزله متغيرا عنيفاً، يضرب زوجته وأولاده. تمنّت أن يموت ومات. لاحقها الشعور بالذنب لموت الوالد . ومن ثم ينتقل الفيلم الى حياتها بفرنسا ، حيث غنت على أحد المسارح الصغيرة فأعجب بها إيدي باركلي (أدى دوره النجم فانسان بيريز) أهم منتجي الأغاني في فرنسا، وراهن عليها. تبناها مع صديقه لوسيان موريس (جان بول روف) مدير أهم إذاعة وقتها «أوروبا 1». وعلى الخط دخل برنو كوكاتريكس (باتريك تيمسيت) صاحب دار الأولمبيا الذي لم يكن يسمح إلا لأشهر وأهم الأصوات بالوقوف على خشبة مسرحه، وصار لاحقاً مدير أعمالها. وكان الفيلم يتقدم من مشهد إلى مشهد، وفقاً للإحساس الشعوري الذي يتكون من الاستماع إلى أغنيات داليدا، من مشاهدة بهجتها وهي تُغني وترقص، ومن أعداد الصور الكبيرة التي تركتها حولها . ولكي يربط الفيلم دنيا داليدا الفنية بدنياها العاطفية، عمد إلى قص مجرى أغنياتها من خلال عطفه على مجرى لقاءاتها، فحين تشهد على منية أو زوال، أو تتعرض لهما، كانت تجد في غنائها سبيلاً إلى عبورهما، والمضي قدماً إلى ما يشبه جولة وجدانية أخرى.
كما يستعرض فيلم "داليدا" جوانب ربما لم تكن جلية في حياة الفنانة الراحلة لكنها أثرت عليها نفسيا، مثل عدم إنجاب أطفال وشعورها القاسي بالوحدة وصولا إلى انتحارها عام 1987 إثر تناول جرعة زائدة من الحبوب المنومة، تاركة رسالة قصيرة تطلب فيها الصفح من جمهورها.
محمد عبيدو